ملح وسكّر

يوسف الأحمد

كانت ومازالت إقالة مدرب فريق العين الألماني شايفر حديث الشارع الرياضي، الذي لم يتوقع ذلك الاحتمال الذي لجأت إليه إدارة البنفسج لإنهاء ارتباطها به، رغم نجاحاته الملموسة مع الزعيم، وتكوينه فريقاً جديداً للمستقبل، إلا أن سقوطه أمام عجمان وخروجه من بطولة الكأس كان بمثابة الشعرة الأخيرة التي سقطت من ظهره، وعجلت من رحيله بعد ديربي العاصمه الشهير. لكن هذا لا يعفي من خطورة الوضع الذي يعيشه البنفسج بفعل الغيابات المستمرة لمحترفيه، وتواضع مستوى لاعبيه المواطنين الذين مع كامل التقدير لقدراتهم الفنية لم يصلوا لمستوى الأسماء القديمة التي رحلت وكانت تمثل ثقل ووزن الفريق في السابق. بالطبع هذا الوضع سيزيد من معاناة الزعيم في حال رغب في المنافسة ومواصلة المطاردة. فتغيير المدرب لن يُجدي نفعاً إذا لم تكن هناك عناصر تعرف وتفطن لطلاسم البطولة التي تحتاج إلى كاريزما خاصة للفوز بدرعها.

المشكلة الحقيقية التي يعاني منها فريق النصر لا تتعلق بالجهاز الفني أو الإداري بقدر ما هي مرتبطة باللاعبين أنفسهم، الذين أصبحت مزاجية بعضهم هي ما يحدد مسار ونتائج الفريق في الدوري. فالالتزام والانضباط الداخلي والخارجي أصبح عنواناً على الورق فقط، دون أن يكون هناك تطبيق فعلي وعملي، الأمر الذي انعكس ضرره على مردود وعطاء اللاعبين داخل المستطيل. ففي الماضي تحدثنا عن هذه المشكلة كثيراً، وذكرنا بأن عدم المبالاة والاستهتار هي بؤرة فساد الفريق النصراوي، حيث صارت ظاهرة تعيد نفسها في كل موسم من دون أن يكون لها حل جذري لها. ليبقى السؤال إلى متى يستمر هذا التدهور والتخبط وذلك السكوت المريب عن تجاوزات البعض منهم، والتي باتت تُصنف في عهد الاحتراف بأنها جريمة رياضية يعاقب عليها القانون في الدوريات الأوروبية.

الظروف التي أحاطت بفرقة الفرسان قبل خوض معترك مونديال الأندية، شكلت هاجساً مقلقاً للجماهير بشكل عام، بعد لعنة الإصابات التي نالت من معظم العناصر الأساسية للفريق، وعدم جاهزية البعض الآخر ممن ابتلي بشر الإصابة التي تعتبر حالة غريبة أصابت معظم لاعبي الأحمر. وإزاء كل هذه الظروف التي يمر بها الفرسان، فقد كانت الخشية أن يكون الأهلي في موقف لا يحسد عليه وهو يواجه فرقاً عالمية مكتملة الصفوف تتفوق عليه مهارياً وفنياً، في ظل غياب عناصر مؤثرة في الفريق، الأمر الذي انعكس أثره السلبي على نتيجة لقائه أمام أوكلاند سيتي، وتسببت في خسارته بهدفين رغم أن الجهاز الفني كان يراهن على البدائل، وعلى الروح القتالية التي لم تخدمه في هذه البطولة. والسؤال هنا، لماذا لم تبحث الإدارة الأهلاوية عن البدائل قبل البطولة، ولم تستعر لاعبين من الأندية الأخرى على أقل تقدير؟ ولماذا لم تعط الحدث أهميته الحقيقة؟ مهدرة بذلك فرصة ثمينة كان بالإمكان الظهور من خلالها بصورة مشرفة وأفضل من تلك التي ظهروا عليها!

عجمان إلى أين؟ سؤال وحال جماهير البرتقالي، التي لا تعلم إلى أين يقودها المصير، بعد أن كان فريقها الحصان الأسود في الموسم الماضي. فقد تلقى الخسارة الثامنه له على التوالي، مسجلاً بذلك رقماً قياسياً لم يسبقه إليه أحد في الهزائم وصفر النقاط، حيث وقفت الإدارة عاجزة ومحبطة تجاه ما يحدث للفريق في هذا الموسم، رغم التحضيرات التي سبقته. المشكلة باختصار أن عجمان لم يستفد من لاعبيه الأجانب، نظراً لتواضع مستواهم وسوء مردودهم الفني، بالإضافة إلى افتقاد الفريق للروح العالية التي ميزته في الموسم الماضي. بيد أنه من الممكن أن يستفيد البرتقالي من فترة التوقف الحالية، ومن فترة الانتقالات الشتوية كفرصة أخيرة للنجاة والبقاء.

ya300@hotmail.com

تويتر