أقول لكم
نحن لا نعمل في السر، كل شيء يُبنى ويظهر أمام أعين الجميع، ولهذا لا نبحث عن «عملاء سريين»، بل نسعى نحو النزاهة والأمانة والحياد، فنحن لا نغضب على من ينتقدنا، عندما يكون هناك ما يستحق النقد، بل إنني أتوقف هنا، وعند هذه النقطة بالذات أفصل نفسي عن أية جهة رسمية وأي شخص مسؤول، وأتحدث بصفتي الشخصية ومهنتي التي تربيت عليها، وأظن أن كل الذين يعرفونني كاتباً لهذا العمود تعودوا أن أنتقد وبقسوة في أحيان كثيرة، وأخص بعض المسؤولين السابقين والحاليين الذين أطلقوا علي كثيراً من المسميات، وبعضهم الذين يرفضون مقترحات إدارات العلاقات العامة في مؤسساتهم حتى لا يدخلوا في جدل معي، وفي السنوات الأخيرة ناقشت وإخواني وأخواتي الكتاب في الدولة كل القضايا الشائكة، من التركيبة السكانية إلى الطفرة العقارية وحتى تشتيت الشركات والمؤسسات الناجحة لجهودها، ودخولها في منافسات وأعمال بعيدة عن تخصصاتها، وناقشنا حرية النقد والتعبير، واختلفنا مع حكومتنا ووجهة نظرها حول مشروع القانون الجديد الذي ينظم علاقة الصحافة مع الدولة والمجتمع، وتمسكنا بموقفنا عبر اقتراحاتنا التي بلورتها رؤية الوسط الصحافي بنشر آرائنا في صحفنا ومحطات التلفزيون المحلية والرسمية، وكلنا نتذكر موقفنا، كإعلام محلي، من الأضرار التى لحقت بمناطق عدة، بعد أمطار يناير ،2008 فلم نعمل على تغطيتها، بل أوضحناها بالكلمة والصورة، وكان الرد السريع برصد 16 مليار درهم لبناء شبكة جديدة للصرف الصحي والطرقات والجسور والأحياء في المناطق النائية المتأثرة، بمكرمة من صاحب السمو رئيس الدولة بعد الجولة التفقدية لصاحب السمو نائب رئيس الدولة في تلك المناطق، وهذا ما فطرنا عليه مع قيادة الدولة، فالنقد مباح، وكشف القصور مباح، واقتراح الحلول مباح، ما دامت النيات سليمة، والضمائر حية، ولولا أنني سمعتها منهم مرات عديدة، لكنت وكل إخواني وأخواتي حملة الأقلام وأصحاب الرأي اختبأنا خلف أسوار الخوف، وأعاقتنا الالتفاتات الكثيرة، خوفاً من العيون التي ربما تخترق الجدران، كما يحدث في أماكن أخرى، فنحن لا نعرف الخوف والاختباء لأننا نعمل بنزاهة، ولهذا يجد «المحترفون» أبوابنا مُشرعة مقابل أبواب كثيرة مغلقة، ونجد نحن في الداخل متنفساً هم لا يعرفونه.