مرحلة العمل والإنجاز

سامي الريامي

المرحلة المقبلة هي واحدة من أهم مراحل عمر الدولة وتكوينها، فهي مرحلة عمل وإنجاز مزيد من الإنجازات في مجالات تنمية الإنسان والمكان كافة، وهي مرحلة الحفاظ على مكتسبات الدولة التي بنتها طوال الـ38 عاماً الماضية، وهي مرحلة التكاتف والتلاحم الاجتماعي الداخلي لمجابهة تحديات وصعوبات المستقبل المتوقعة وغير المتوقعة كافة.. أنجزنا الكثير، لا خلاف على ذلك، لكن مازال أمامنا الكثير مما يتطلب إنجازه، أيضاً لا خلاف على ذلك، عالجنا الكثير من الظواهر والمشكلات الاقتصادية والاجتماعية، لكن مازال الطريق طويلاً، ومازالت هناك مشكلات تنتظر الحلول، الاتحاد أسهم في رفعة ورقي وتنمية إنسان الإمارات، وهو السبب الرئيس لتطور الدولة، لكن مازلنا بحاجة إلى تكريس وتعزيز إنجازات الاتحاد. تربطنا علاقات وثيقة، فنحن أبناء شعب واحد، ونحن إخوة وأسر مختلفة من سبع إمارات انصهرت وشكلت نواة شعب الإمارات، ولن نرضى بغير الاتحاد خياراً آخر، لكننا نحتاج إلى مزيد من الترابط والتلاحم والانسجام.. هذه الأمور وغيرها من متطلبات مرحلة العمل المقبلة أسهمت في دعوة وزارة شؤون الرئاسة جميع الوزارات والهيئات الحكومية وقطاعات المجتمع ومنظماته الخاصة والأهلية، ومؤسسات التنشئة والتثقيف والإعلام، وقادة الرأي إلى طرح مبادرات لتعزيز قيم التلاحم الاجتماعي بين مكونات المجتمع كافة في الدولة، وتعمل على إيجاد مشروعات تنفيذية واقعية لتنفيذ تلك الرؤى، انطلاقاً من الأفكار التي تضمنها خطاب صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، بمناسبة العيد الوطني الـ..38 هذه الدعوة التي تم إطلاقها أول من أمس، تتطلع إلى تحقيق أهداف استراتيجية عديدة منها مثلاً، تعزيز قيم التلاحم المجتمعي مفهوماً وممارسة، تأكيداً للدعم المستمر من القيادة العليا في الدولة، وبمعنى أصح تحويل مفاهيم التلاحم الاجتماعي إلى ممارسة يومية متعلقة بذهن كل مواطن، وتحويلها من خانة الفضيلة والمثالية والإيمان الفكري فقط إلى خانة الممارسة الواقعية اليومية.. والعمل على حشد وتنسيق الجهود الاجتماعية التي تقوم بها المؤسسات المختلفة، لتقديم خدمة نوعية مركزة غير مشتتة، وتشجيع المبادرات المتخصصة في شأن التماسك الأسري والتكافل المجتمعي ومعالجة الجريمة والحد منها، والقضاء على الظواهر السلبية في الدولة.. أيضاً تتطلع المبادرة إلى تعزيز مبدأ الشراكة المجتمعية بين القطاعات الثلاثة الرئيسة، الحكومي والأهلي والخاص، وإرساء مبادئ التماسك والشراكة تعزيزاً للصورة الإيجابية عن منجزات التنمية في الإمارات.

المرحلة المقبلة مرحلة عمل، ودعوة وزارة شؤون الرئاسة تفتح المجال أمام العمل بأسلوب علمي لتقديم مشروعات واقعية قابلة التنفيذ من أي مختص أو مثقف أو مطلع أو من أي فرد أو جهة أو مؤسسة، لا يهم من أين تأتي المبادرة بقدر ما يهم محتواها ومدى قابلية تنفيذها وواقعيتها. والمطلوب مشاركة الجميع، كما قال سمو الشيخ منصور بن زايد، في كلمته أثناء إطلاق المبادرة: «إنها مرحلة عمل وإنجاز تتطلب من جميع فئات المجتمع وقطاعاته مشاركة واسعة وفعالة في تحمل المسؤولية وتقديم المشروعات والبرامج التي تعالج الخلل وتعزز نقاط القوة، بما يحفظ للوطن أمنه واستقراره، وللمجتمع تلاحمه».. قرأنا الكثير، وسمعنا محاضرات لا حصر لها، والجميع أسهم بأفكار ونظريات، لكن مبادرة اليوم مختلفة، فهي تطلب برامج عمل قابلة للتنفيذ لا نظريات جامدة، فالكلام لا حاجة للدولة إليه، وهي اليوم تحتاج إلى العمل والإنجاز.

 

reyami@emaratalyoum.com

تويتر