ملح وسكر

يوسف الأحمد

التحضيرات التي يمر بها المنتخب الأول من خلال الوديات المستمرة كشفت لنا عن السياسة الجديدة التي بات يسير عليها اتحاد الكرة، بعد أن وضع خطة واضحة المعالم من أجل الوصول إلى منتخب يلبي الطموح، ويحقق الآمال المنتظرة منه. أمر جميل جداً وخصوصاً حينما نجد أن الفرصة متاحة لجميع لاعبي الدوري المتميزين، علاوة على الدفع بأسماء جديدة شابة اصبح يعتمد عليها مدرب المنتخب كاتانيتش في ظل قاعدة الأصلح والأجدر للمنتخب. لذا فهذه طريقة مثالية من أجل عمل (صيانة) وليس بناء للمنتخب الذي شبع من البناء والهدم طوال السنوات الماضية، من خلال العمل القائم على الاختيارات السليمة من دون محاباة، وتوظيف اللاعبين بطريقة صحيحة، تجعل من الجدية والانضباط شعار اللعب للمنتخب!

حالة الاحتقان والغليان التي سبقت لقاء الشقيقين مصر والجزائر، أصابت الجماهير العربية بخيبة أمل وإحباط من الحال الأخلاقي( المنحط ) الذي وصل إليه بعض ممن يحسبون على كرة البلدين، في صورة أثارت السخرية والتهكم على ما قرأناه منهم وما شاهدناه في بعض الفضائيات التي سخرت كامل إمكاناتها لموقعة الخرطوم، حيث ذكرتنا بروايات حرب داحس والغبراء، التي في اعتقادي لم يسبقها ذاك الغليان والاستفزاز الإعلامي القبيح كالذي شهده هذا اللقاء. أقول ذلك من واقع الحرقة والألم الذي أصاب الملايين وهم يشاهدون ذاك الاستخفاف والابتذال الإعلامي الذي صور اللقاء وكأنه لقاء أعداء وليس بين أشقاء، فقد شحن النفوس وزاد النار زيتاً، في لحظة كنا نأمل أن تكون الكرة هي من يقربنا لبعض بعد أن فشلت السياسة والدبلوماسية في ذلك، لكن هيهات أن يحدث ذلك بين العرب!

حلم البحرين وجماهير الخليج تبخر هناك في نيوزيلندا بعد السقوط والخسارة التي لم يتوقعها البحرينيون أنفسهم، لتخرج فرقة هذا الجيل من لاعبي الأحمر خالية الوفاض من البطولات، بعد أن قدمت مجموعة من الأسماء فرضت نفسها على الساحة الآسيوية، وأصبحت مطلباً للأندية الخليجية التي استعانت بالعديد منها وحصدت معها البطولات. لكنها عجزت عن تحقيق الحلم الذي انتظرته البحرين بأكملها، لتكتب لها شهادة خروج ووداع بعد سنوات حافلة بالانتظار والترقب، لتلك اللحظة التي كلما اقتربوا منها أدارت ظهرها لهم، فيا ترى ما قصة هذا التعثر الذي أصبح ملازماً للكرة البحرينية في الملاحق الآسيوية!

وفاة سالم سعد لاعب النصر والشباب سابقاً حادثة أفجعت القلوب، وأصابت الوسط بصدمة غير متوقعة بأن نشاهد سقوط لاعب في ملاعبنا أثناء التدريب، كالتي كنا نشاهدها ونسمع عنها في الملاعب الأجنبية. هذه الحالة تدفعنا إلى فتح الباب على مصراعيه في مسألة ضرورة تطبيق نظام الفحص الطبي الشامل على اللاعبين دورياً من أجل التأكد من سلامتهم وأهليتهم الطبية، حيث إن هناك الكثير من لاعبي الأندية يعانون من مشكلات صحية من دون أن يدركوا خطورتها المستقبلية على حياتهم، وعلى الرغم من ذلك يواصلون ممارسة اللعبة من دون أن يكون هناك نصح وتوعية من أطباء الأندية. لذلك فالقضية تستوجب من الأندية أن تعيد النظر في كوادرها الطبية ومدى كفاءاتها لتأدية هذا الواجب على أكمل وجه. اليوم خسرنا سالم ولا نريد أن نخسر آخر، فرحم الله «الطراد»، وغفر ذنبه وأسكنه فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون!

ya300@hotmail.com

تويتر