ملح وسكر

يوسف الأحمد

ظاهرة «تفنيش» المدربين وإقالتهم طبيعية ومنطقية جداً في دورينا، حيث اعتدنا عليه،ا كون المدرب صار الشماعة الأولى التي يُعلق عليها الفشل والإخفاق، من دون النظر في الأسباب التي أدت إلى ذاك المصير الذي قلب الجماهير وزاد حنقها على إدارات أنديتها. سابقاً كنا قد أشرنا بضرورة توخي الحذر عند اختيار المدربين ومراعاة ظروف وقدرات الفريق التي ينبغي أن تتواكب مع مؤهلات الجهاز الفني، فهناك مدربون تخصصهم حصد البطولات وهناك لبناء الفرق وآخرون لمعالجة الأخطاء وقيادة الفرق إلى منطقة الوسط والأمان.. وهكذا. فإذا ما وُجد تناقض بين مستوى الفريق وقدرات المدرب، فمن المفترض ألا يلقى اللوم على المدرب ويُحمل المسؤولية لوحده، لأن الإدارة مشتركة في القرار ومسؤولة عن اختيارها، حيث إنها أعلم بحال الفريق ووضعيته الفنية قبل التعاقد. المشكلة أن أغلب الإدارات تهرول نحو الأسماء من دون مراعاة لواقعها الفني الذي يجب أن يكون العامل الأساسي الذي يُبنى عليه قرار الاختيار، ولأجل هذا فإنه ليس من المستبعد أن تشهد الفترة المقبلة مزيداً من «التفنيشات» التي لربما يكون أقربها أحدهم الذي أصبحت رقبته قريبة من حبل الإقالة!!

بعد مرور خمس جولات على الدوري، بدا الفرق شاسعاً بين أندية العاصمة والأندية الأخرى، من ناحية النتائج والمستوى والأداء الفني، حيث الأفضلية واعتلاء المراكز الخمسة الأولى قد ذهبت إليها بجدارة واستحقاق. البعض ربط تلك المحصلة بالجانب المادي، لكن الواقع أن هناك أسباباً أخرى كان لها دور مهم في هذا الجانب، أهمها ما يتعلق بالانضباط والتقيد داخل الملعب وخارجه، حيث بات واضحاً على أداء ومردود اللاعبين من خلال التركيز والالتحام وسرعة التحول والانتقال داخل المستطيل. فرق العاصمة استوعبت دروس السنوات الماضية وأصبح انضباط اللاعب فنياً هو الصفة التي تميز فرقها، الأمر الذي انعكس بالإيجاب على نتائجها، عكس الفرق الأخرى التي أصبحت تكتب سطراً وتترك عشرة، حيث النتائج والمستوى المخيب، الذي تأكد سببه الأول التسيب الفني وعدم الالتزام داخلياً وخارجياً في ظل غياب المتابعة والمحاسبة. و إلا بماذا تفسرون فقدان التركيز وسرعة الإجهاد الذي يصيب اللاعب بعد أداء شوط واحد فقط!

أخيراً استخدام التقنية الحديثة في الملاعب حاجة فرضتها الظروف وخصوصاً جهاز التليفون الذي اعتاد استخدامه أصحاب القمصان الملونة في ملاعبنا، من أجل ضبط التجاوزات التي لا يتمكن مشاهدتها الحكم. لكن الملاحظ أن العملية تسير أحياناً حسب مزاج حكم الراية، الذي أعتقد أن بعضهم يتدخل نزولاً عند اسم الفريق والأسماء التي تلعب له. فتدخلات المساعدين لا نراها إلا في لقاءات معينة وضد فرق معينة، بينما هناك حالات تتجاوز المسموح في الضرب ولمس الكرة داخل الصندوق وغيرها من الأمور، من دون أن يحرك الحكم المساعد ساكناً سواء بالإشارة أو تنبيه الحكم، أيعقل هذا يا سادة؟ نحن لا «نتبلى» ولا نتهم أحداً، لكن ننقل لكم ما رصدته العيون أحياناً، وما اشتكت منه بعض الفرق سابقاً. فيا أصحاب الصافرة «ترى المساواة في الظلم عدالة»!

 

ya300@hotmail.com

تويتر