ونطق القلم

مالك عبدالكريم

الرشفة الأولى

تلقيت خلال الأيام الماضية اتصالات هاتفية عدة، من أصدقاء من خارج الحدود، تثني على حلبة ياس «الخيالية» كما وصفها أحدهم من جمهورية ألمانيا، وهي البطولة التي نظمتها العاصمة أبوظبي «الفورمولا 1» بأجمل صورة يمكن أن تظهر عليها هكذا بطولة، بل فاقت كل التصورات، فشكراً لكل ساهم في ظهورها بهذا الشكل الأسطوري، الذي بلا شك سيرهق من سينظمها مستقبلاً!

الحبر المسكوب

كانت ومازالت نتائج الفريق الأول لكرة القدم في أي نادٍ هي مصدر سعادة أو شقاء إدارة وموظفي هذا النادي، وللأسف أصبحت العلاقة طردية بين تحقيق النتائج وتقدير الشارع الرياضي للمجهود الذي يبذله الكادر الإداري في الأندية، فإن فاز الفريق حمل الجميع على الأعناق، وإن تعرض لهزة في النتائج طالب الغالبية بالإطاحة بكافة العاملين بمن فيهم مجلس الإدارة، ومما لا شك فيه أن هذه النظرة العاطفية البعيدة كل البعد عن المنطق، لا تؤثر في صناع القرار من قياداتنا الرشيدة ولله الحمد، فهم أحكم من أن تأخذهم عواطفهم لاتخاذ القرارات، لكنها بلا شك تثير الرأي العام الذي بدوره ربما يؤثر في العملية الإدارية نفسها في تلك المؤسسات الرياضية الاجتماعية، المنوط بها تقديم خدمة مجتمعية أعظم من مجرد فوز وخسارة في مباراة كرة قدم!

ما دعاني لهذا الحديث هو انتقال حالة السخط وتعميم الاتهام بالتقصير لكل من ينتمي لإدارة الأندية، من مجرد حديث يدور في المجالس والمنتديات من بعض المتعصبين، إلى« بث حي ومباشر» يخرج من أفواه محللين، ينتظر منهم المشاهد منطقية وواقعية في الطرح، تهون عليه المستويات الباهتة التي ظهرت بها معظم مباريات دورينا حتى الآن، وهم من يفترض أنهم أعلم الناس بتلك الجهود المبذولة، ممن يتولون مسؤولية تلك الأندية، ويعلمون أيضاً الظروف الخارجة عن إرادتهم، والتي ربما تؤثر في عملهم، ويعلمون أيضاً أن الجزء الأكبر يتحمله اللاعبون، الذين بات معظمهم كالهاتف العمومي، لا ينطق إلا بوضع درهم فيه، وللأسف هم أول من ساق هذا العذر للاعبين، فيما لم يمنحوا الإدارات أية أعذار!

بالحبر السري

كنا قبل سنوات قليلة نتمنى أن يستفاد من خبرات جيل المونديال العزيز على قلوبنا، سواء في التدريب أو التحكيم أو التحليل، ولكن يبدو أن التدريب والتحكيم «ما يوكل عيش»، فاتجهوا للتحليل، لكن للأسف رأينا من بعضهم العجب العجاب، فندمنا على أمنيتنا وليتهم بقوا «منسيين» ومحتفظين بهيبة تاريخهم في الملاعب، بدلاً من «الصريخ» في التلفزيون، عدا من رحم ربي منهم، نقف احتراماً لهم!

وتبقى قطرة

يبدو أن البعض حصل على حقوق حصرية للتصفيق لمنتخباتنا عبر «مناقصة عامة»، حيث خلط الإنجاز الذي حققه منتخب الشباب بالمستوى المتواضع الذي ظهر عليه منتخب الناشئين، نعم، لا أقلل من جهود الصغار لكن «حرام» أن نضحك عليهم وعلى أنفسنا، ونقول إنهم أبدعوا وتألقوا وحققوا إعجازاً كروياً، ومن هذا الكلام «الحمصي»، في حين أن الحقيقة أننا لم نر منتخبنا سوى في بضع دقائق في المباريات الثلاث، وتأهلنا بفارق «كارت أصفر»، قليل من الواقعية أيها السادة وكثير من الدعاء اليوم لصغار الأبيض!

تويتر