أربعون ألفاً!

ضرار بلهول

ما السر الدفين وراء العدد «أربعون ألفاً» وفلسفته الوجودية وآثاره الروحية وامتيازه على الأعداد الأخرى؟

فقد أعلنت الحكومة الأفغانية أنها رصدت مكافأة قيمتها أربعون ألف دولار لأي معلومة تقود إلى اعتقال مقاتلين من طالبان تسللوا إلى العاصمة كابول، وأربعون ألف مخطوطة نهبت في بغداد، وأربعون ألف مشجع لبرشلونة يحتفلون بفوز فريقهم بالدوري الإسباني، وأربعون ألف زائر لموقع عمرو دياب في أول ساعتين بعد إطلاقه، وتكاليف الحج في مصر تصل إلى أربعين ألفاً للحاج الواحد.

وأربعون ألف درهم قد تكون أيضاً ثمناً للكلمة الحرة الصادقة، التي تعبر عن هموم رياضتنا ومعاناتها والتي قد تقود إلى الإصلاح المنشود، وأربعون ألف درهم قد تكون ثمن حرية الرأي لصحافتنا التي هي مصدر قوتها وسبب كينونتها والطريقة المثلى لبناء أي مجتمع حديث. ومن اختار لنفسه الإعلام طريقاً وميداناً فهو يحمل من اللحظة الأولى أمانة ثقيلة ومسؤولية كبيرة، تفرض عليه فرضاً أن تكون كلمته حرة من القيود والضغوط وألوان الابتزاز المرئية وغير المرئية، وأن يكون رأيه بعيداً عن ألوان التزييف والتضليل والتنميق، وإلا فليرتزق بطريق آخر.

وسبحان الله، أربعون ألف درهم أيضاً هو السعر المعروض لشراء قلمي العجيب، وما أغلى قلمي فهو قلم صاحب مشكلات أو «أبو لسان طويل»، وأربعون ألف درهم هي أيضاً في نظري نظام «الفلقة» الحديث في وسطنا الرياضي الذي يرفض إلا أن يعيش في العصور الوسطى، وأربعون ألف درهم كانت نعماً غالية لأنها كشفت لي ذلك الكم الهائل من النفوس النقية في مجتمعنا، والتي لم تتوان عن تقديم كل الدعم لي وأغرقتني بمشاعر الولاء والحب.

وأقول لهؤلاء إن شعار مشجعي نادي ليفربول «لن تمشي وحيداً»، وبهذا الحب الذي لقيته من الجماهير النصراوية وغير النصراوية، وهنا أقولها للعلن يسعدني أن أشعر بأنني «لن أمشي وحيداً» بعد الآن، وأنني في الحقيقة أمشي مع التيار وليس عكسه. ولتكن الأربعون ألف درهم العجيبة سبباً في شحن طاقاتي من جديد وتشجيعي على الاستمرار في الكتابة.

كما أحب أن أختم مقالي بالشكر لمجلس إدارة نادي النصر، خصوصاً الشيخ مكتوم بن حشر آل مكتوم، وأخي الكبير سعيد الطاير، وجميع أعضاء وجند العميد، وجماهير الأندية الأخرى على ثقتهم بي، ووقوفهم خلفي، وأحب أن أقول للأفعى التي تحاول أن تبث سمومها، إن نادي النصر أكبر من السموم التي تحاول أن تبثها عبر المقالات بأن هناك خلافات في نادي النصر، وبالعامية أقولها لك «استريح بتيك الدلة».

وحقاً إن العدد «أربعون ألفاً» له مفعوله السحري.

belhoulderar@gmail.com

تويتر