ملح وسكّر

يوسف الأحمد

على الرغم من الخروج ومرارته، إلا أن شباب الأبيض رفعوا الرأس وشرفوا الوطن بذلك الأداء الرجولي والروح العالية التي قدمت صورة كروية طيبة لم نعايشها منذ زمن طويل. لن نقول لهم «هاردلك» ولن نندب حظهم، فقد أوفوا الوعد وكانوا عند حسن الظن بذلك المظهر الذي شرفنا، لأنهم بذرة الأمل والتفاؤل لأبيض المستقبل. فالفائدة الكبرى والأهم بعد النتائج، هي الاحتكاك مع منتخبات عالمية واكتساب الخبرة الدولية، الأمر الذي سيعود نفعه على هذه المجموعة التي اكتسبت خبرة وفائدة فنية كبيرة، ستكون عوناً وسنداً لها في السنوات المقبلة. في الوقت نفسه لابد أن نشير إلى الظلم التحكيمي الذي وقع علينا، وإلى التحيز والغلظة التي عانى منها لاعبونا من بعض أصحاب الصافرة، الذين فاحت منهم رائحة العنصرية والكراهية، والتي من المفترض أن لا يكون لها وجود كوننا في محفل شعاره التقارب ونشر المحبة بين الدول. فالملاحظ أنه كانت هناك رغبة منهم في عرقلة المنتخب وإيقافه عند المرحلة التي وصل لها، لا سيما إذا كان رئيس اتحاد الكرة قد عايش مرارة هذا الشعور وصرح به علناً، بأن هناك ضغوطاً وتوجيهاً للحكام من قبل رؤوس الهرم في «الفيفا»!

الظهور الأول للأبيض الكبير في عهد المدرب كاتانيتش أمام فلسطين لم يكن مرضياً للطموح والتوقع الذي كان من المفترض أن يكون عليه نظراً للفوارق والإمكانات بين المنتخبين على الرغم من غياب وإصابة بعض العناصر المهمة التي يعتمد عليها المنتخب. فالصورة الأولى ليست بمعيار يمكن أن نقيس عليه الأمور، حيث يتوجب أن نتحلى بالصبر والتريث وإعطاء المدرب مدة كافية لنرى فكره ونشاهد أسلوبه الذي سيطبقه على المنتخب. في الوقت نفسه استفهمت الغالبية من الأسماء التي اختارها والأخرى التي لم يخترها، حيث عمد إلى اختيار بعض الأسماء التي كانت مفاجئة للوسط وكانت من المستحيل أن تكون ضمن التشكيل في العهود السابقة. ما يهمنا نحن في اللاعب، أن تتوافر لديه الرغبة الحقيقية والروح العالية والقتال على الكرة بغض النظر عن اسم اللاعب والنادي الذي ينتمي إليـه، عدا هـذا النوع لا نريده في المنتخب، وأعتقد مـن الأفضـل أن يبقى مـع فريقـه ويجلس مع ربعـه يلعب «بلاي ستيشن»!

حالة الهيجان التي شهدها الوسط الكروي من خلال التصريح الساخن بالإضافة إلى الفلتان العصبي في بعض لقاءات الجولة الماضية وما صاحبهما من توابع وردود فعل على مستوى وسائل الإعلام و المسؤولين، كشف لنا عن مسارات وتوجهات بدأت تتضح شيئاً فشيئاً لحساب أطراف ضد أخرى، من خلال سياسة المكيالين وإطار اللون والمنطقة وغيرها من الأمور. فهذه بذرة شر ستكون عواقبها وخيمة ولابد من اجتثاثها ومساءلة كل من يقف خلفها، لأننا في النهاية نعمل للصالح العام ولهدف واحد، فلا ضير من الانتقاد والاستفسار لمعرفة الحقائق، لكن بحياد دون تمييز وبأمانة حمل الرسالة، قبل أن نحول ساحتنا إلى «سوق أسهم» كلٍ يروج لسهمه ويمدح كذباً فيه، من أجل الكسب والربح، دون مراعاة للآخرين!

أخيراً المنتخب البحريني هل عانده الحظ أم هو من عاند الحظ؟. فقد جاءتهم الفرصه هذه المرة «مقشرة» وسهلة وأمام منتخب لا يملك أي شيء، سوى قوة جسمانية وطول قامة بشهادة المراقبين. لكن الأحمر عجز عن هز الشباك في مشهد غريب كان عنوانه التسرع والحظ العنيد. لذلك كان من المفترض أن يحسنوا استغلال عاملي الأرض والجمهور بإنهاء اللقاء لصالحهم، وتسهيل مهمتم هناك في أوكلاند. فكل ما أخشاه ألا يبكي البحرينيون ندماً على تلك الأهداف الضائعة.

ya300@hotmail.com

 

تويتر