المشجع المسكين

ضرار بلهول

من القاهرة، وفي قاهرة المعز مررت بهذه التجربة الشخصية وإليكم القصة: لقد نزلنا من غرفنا تغمرنا السعادة والرغبة الشديدة في مساندة منتخبنا في القاهرة، وعندما وصلنا إلى مدخل الفندق سأل صديقي مسؤولي العلاقات العامة عن تذاكر الدخول، فقالوا لا توجد لديهم تذاكر ولا يستطيعون منحنا تصاريح لدخول سيارتنا! وأنهم يعملون لمصلحة الفريق، وأنهم سيذهبون إلى إستاد القاهرة بالأوتوبيس مع الجماهير، وأمام هذا التفاني في العمل عذرناهم وانطلقنا في طريقنا لنفاجأ ونُصدم ونحن أمام مدخل الاستاد بأنهم قد وصلوا يركبون المرسيدس «مين أدك يا عم»، وهنا انفجر صديقي من الضحك وقال «خوش أوتوبيس هذا!»، وكما يقول الإخوة المصريون «عديها ليهم»، وبعد ذلك شغلنا حماسنا لدعم منتخبنا عن الباقي، فجلسنا في المدرج ننتظر بشغف بداية المباراة، ولكن كان الحدث القادم بمثابة المسمار الأخير في نعش أعصابي وهو رؤية نوعية غريبة من الناس، وكما يعرف باللهجة المصرية «كل من هب ودب» أو «اللي بالي بالك» يجلسون أمامنا، وقد تم منحهم تذاكر كبار الشخصيات من قبل ربعنا أصحاب الأوتوبيس! ولكني هنا أتوقف لأني أعجز عن سرد بقية القصة أو الخوض في تفاصيل المشجعات!

من القاهرة، وفي قاهرة المعز أيضاً سطع ولمع نجم شبابنا عالياً، إن ما حققه منتخب الإمارات في كأس العالم للشباب تحت 20 عاماً والمقامة في مصر، هو الإنجاز بعينه، وقد كان أداء شبابنا أكثر من رائع وشكلوا نداً قوياً للمنتخبات المشاركة، وهنا أقول لقائد منتخبنا حمدان الكمالي ارفع رأسك يا حمدان أنت وإخوانك اللاعبين «بيضتوا ويهنا، كفيتوا ووفيتوا»، كما يجب القول إن وراء هذا الإنجاز يقف رجال يجب أن يتم تقديرهم مثل قائد الكتيبة الإماراتية محمد خلفان الرميثي، ويده اليمنى سعيد عبدالغفار، ولا ننسى جهود الجندي المجهول عبيد الشامسي وأيضاً صاحب الابتسامة العريضة ناصر اليماحي، والمدرب (الأب) الإماراتي وزميل الدراسة مهدي علي، والعديد من الشباب الذين بذلوا الغالي والنفيس من أجل الأبيض الإماراتي، كما يجب أن نقف احتراماً لعشاق الأبيض وجماهيره الذين تكبدوا الكثير من المشقات من أجل عيون الأبيض الإماراتي.

من القاهرة، وفي قاهرة المعز صحافي كبير يرافق المنتخب وهو معروف بـ«لزقة المنتخب»، يتم استدعاؤه لحضور أحد البرامج الرياضية الحوارية ذات الشعبية الواسعة، ولكن اللزقة، وللأسف، يتجاهل الإمارات ومنتخب الإمارات تماماً، وهذا هو القهر بعينه!

وهنا أقول لكم إن القهر في القاهرة لم يأت من خروجنا من كأس العالم أمام منتخب كوستاريكا، بل من بعض مسؤولي العلاقات العامة المرافقين لمنتخبنا الذين صُدمنا بـ «ثجل دمهم». إن أبسط مهام مسؤول العلاقات العامة في مثل هذه الحالات، تسهيل مهمة الجمهور وتذليل المعوقات أمامهم لتمكينهم من تشجيع الأبيض الإماراتي ومؤازرته أينما كان، ولكن الذي يقهر ويرفع الضغط أن هؤلاء المسؤولين نسوا أو تناسوا أن هذه الجماهير هي السبب الرئيس وراء وصولهم إلى ما هم عليه الآن، حيث عملوا على مبدأ المجاملات وتجاهلوا ذلك المشجع المسكين.

belhoulderar@gmail.com

تويتر