ملح وسكر

يوسف الأحمد

الظهور المشرف لمنتخبنا الوطني في مونديال الشباب بمصر وصعوده إلى مرحلة الدور الثاني، رغم خسارته المفاجئة أمام المجر، جاء نتاج الإعداد والتحضير الرائع الذي حظي به هذا المنتخب وأوصله إلى تلك الجاهزية، والحضور الفني الذي فرض به نفسه بين المنتخبات المشاركة. ما يميز هذه المجموعة هي تشبثها بسلاح العزيمة والإصرار وعدم الاستسلام، عكس ما كانت عليه الأجيال السابقة من المنتخبات باستثناء جيل مونديال .90 ولأجل هذا، فإننا نتمنى أن تواصل هذه المجموعة تألقها وتستثمر نجاحها للمستقبل، كونها تمثل أمل الكرة الإماراتية المنتظر. في الوقت الذي أتمنى أن يكف البعض عن تطبيله «الفاحش» وإفراطه في وصف هذه المجموعة، بأن يرحموهم من تلك التشبيهات والمثاليات التي لم تعط لأحد قبلهم في الكون، وألا ينخدعوا بما يقال هنا وهناك. فالإشادة والمدح مطلوبان، لكن بتوازن بين ما تبعثه الأقلام وما تقوله الألسنة، حتى لا تتحول في لحظه إلى إبر مخدرة تقلب حال وفكر هؤلاء اللاعبين «لا قدر الله» وهم في بداية الطريق!
--الجوله الثانية من دوري المحترفين مارست إثارتها ومتعتها الكروية، مثل ما حدث في جولة البداية والانطلاقة لهذا الموسم، حيث استمر تفوق أندية العاصمة على الأندية الأخرى، بحصولها على العلامة الكاملة. فالفوارق باتت واضحة وجاهزية الإعداد وحسن اختيار الأجانب مالت كفتها لصالح فرق العاصمة، التي يبدو وكأنها أدركت دروس الماضي واعتبرت بها، الأمر الذي ساعدها على الظهور بتلك الصورة المطمئنة والمبشرة لجماهيرها. لذلك فإن الوضع سيزداد صعوبة على الأندية الأخرى الساعية للمنافسة، إذا ما سارعت إلى تلاشي وتدارك الأخطاء التي ظهرت عليها إلى الآن، قبل أن يفوتها القطار وتبقى في محطة الانتظار!

--توافد الجماهير ووقوفها خلف منتخبنا الشاب في الإسكندرية بادرة طيبة تركت انطباعاً حسناً، وكشفت عن إخلاص ووفاء الجماهير لهذا المنتخب الذي يمثل لنا المستقبل، إلا أن مبالغة البعض في مسألة تشجيع ودعم الجمهور المصري لمنتخبنا هناك، أثارت نوعاً من التهكم والتحفظ على طريقة طرح وتناول الموضوع، الذي وصل إلى حد التهويل والتضخيم. فنحن لا ننكر دور الجمهور الشقيق ووقفته المشرفة، حيث إنها وقفة طبيعية وشعور لاإرادي لأي جمهور عربي حينما يجد منتخباً أو فريقاً عربياً ينازل أحد الفرق الأجنبية في البطولات العالمية والقارية، بيد أنه ينبغي ألا تتحول المسأله إلى «ملحمة قومية»، تتم مناقشتها في البرامج الفضائية، وهي بالأساس حالة طبيعية وعادية، تتحصل عليها المنتخبات العربية في مثل هذه الحالات، كالتي تحصل عليها المنتخب المصري في مونديال 2003 بالإمارت، حينما حظي بدعم ومؤازرة مماثلة لتلك التي حصل عليها منتخبنا آنذاك. «فيا جماعة» حدثوا العاقل بما يعقل، و«اتركوا عنكم» المديح الزائد والثناء المفرط، فلا تحولوها إلى «منة وفضل»، ولا تُحملوا الجمهور المصري «جميلاً»، وهو من المفترض أن يكون واجب الأخ تجاه أخيه!

--أخيراً كنت قد أشرت في السنوات الماضية من خلال هذه الزاوية، إلى العلة التي يعاني منها فريق الوصل، والتي تكمن بالخط الخلفي للفريق، الذي أصبح اليوم مسرحاً لتسابق المهاجمين في تسجيل الأهداف. فقد تحدثنا مراراً أن هذه العناصر أثبتت فشلها سابقاً، وكانت سبباً رئيساً في فقدان الأصفر للكثير من المباريات والنقاط المهمة، وها هي اليوم تواصل مسيرة الفشل والأخطاء الساذجة التي لا يقع فيها حتى «لاعبين الفريج». فلا نعلم إلى متى سيستمر سكوت وصبر الإدارة عليها، حيث إن خط الدفاع بأكمله يحتاج إلى تغيير وغربلة، بإبعاد هذه المجموعة عنه، كحل منطقي للمشكلة وإعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي!

ya300@hotmail.com

تويتر