ردّت حليمة على عادتها!

ضرار بلهول

هناك فارق بين الوطنية والواقعية، وبين أن تكون مشجعاً في بيتك أو بين التشجيع في الملعب، أو أن تكون محللاً عبر شاشة تلفزيون يشاهدها الملايين، هناك فارق بين أن تتمنى الفوز لمنتخب بلادك أأو ناديك «وهو أمر مشروع، لا بل هو أمر واجب» وبين أن تلغي الآخرين وتتعامل معهم كأنهم غير موجودين فتضر نفسك أولاً وتضر منتخبك ثانياً.

نعم سمعنا من بعض الإعلاميين كلاماً مفاده أن نتيجة المباريات شبه مضمونة وسمعنا عن النسب العالية التي وصلت من 20 إلى 80٪ أووصل الأمر بالبعض إلى حد 95٪ وربما 100٪، يعني لدى البعض أن النتيجة كانت في الجيب! «وإن قيلت بطرق مختلفة».. هل نزداد وطنية إذا منحنا منتخبنا أو نادينا نسباً عالية غير واقعية على حساب منافسه الذي وصل بالجهد والعرق والمهارة أيضاً؟ نعم يمكن أن تكون النسب متقاربة مثلما أعطى أحد الخبراء «ولي الحق في التحفظ على مسمى خبير أو خبيل» قياساً على نتائج مستوى المنتخبات والأندية، وعلى سبيل المثال ففي مباراة السوبر الأسبوع الماضي، كانت نسبة 65٪ للعين، مقابل 35٪ للأهلي، حسب رأيهم، ولكنه لم يلغ أياً من الفريقين ولم يلغ حظوظهما في التتويج.

وما زاد في الألم أنني سمعت النغمة القديمة نفسها أو (الأسطونة المشروخة) مباشرة عندما صفر الحكم معلناً نهاية المباراة فبدأ الهجوم على بعض الرموز والمدرب والمشرف والإداري ويمكن القول وبالعامية (ردت حليمة على عادتها الجديمه!) على كيفية انتقاء لاعبيه وكيف أن هناك من هم أجدر ولم ينضموا وعادت التساؤلات حول اللاعبين وحول التجهيزات والمعسكرات، وطبعاً هناك من نال حقه من النقد وطبعاً هناك من (انغسل شراعهم) لا بل لفقت لهم التهم وقيل إنه السبب الرئيس في الخسارة، وعندما قمت بسؤال هؤلاء الخبايل، عفواً الخبراء، (هل كنتم ستقولون هذا الكلام لو فازوا؟) طبعاً كان الجواب المنتظر (أكيد كنا سنقول، فنحن لسنا أفضل منتخبات البطولة ولا يمكننا وصول كأس العالم بمثل هذه التشكيلة).

ما أعرفه من خلال خبرتي في الرياضة المتواضعة أن مباريات كرة القدم لا تخضع لمعايير محددة، (فيوم فوق ويوم تحت) أو (حبة فوق وحبة تحت) وأحياناً تكون (تحت)، ثم ترتقي رويداً رويداً مثل ما حدث مع إيطاليا في كأس العالم بإسبانيا 1982 يوم تأهلت للدور الثاني بفارق هدف عن الكاميرون، ثم توجت بطلة على حساب برازيل زيكو وسقراط وايدر وفالكاو.. ونتذكر الأرجنتين هذا الشهر يوم أرهبت كل منافسيها وخسرت النهائي أمام البرازيل التي انكسرت في الافتتاح.. هي كرة القدم لكل مباراة ظروفها وهذا لا يعني أن هذه المجموعة أو التشكيلة يجب نسف جهودها أو كما يحلو للبعض ممارسة هوايته المفضلة وهي (تكسير المياديف) لمجرد خسارة مباراة وإبراز (خبالهم) السموحة، خبرتهم للعلن.

belhoulderar@gamil.com

تويتر