هل فهمت المغزى؟

ضرار بلهول

لا يبتعد الكاتب عن المعنى المجرد في كتابته ويتجه إلى المغزى إلا من أجل أن يصل إلى نتيجة أو هدف محدد، ولا يكون هذا الهدف الذي يسعى إليه إلا قيمة أخلاقية يريد تنبيه أفراد مجتمعه لأهميتها، فيكون المغزى بمثابة العبرة التي ترسم الجديد وتزرع الصحيح وتأتي بازغة كالشمس في النهاية، وقد يحزن الكاتب لعدم إدراك بعض القراء لمغزى كتاباته وهذا وضع يمر به الكثير من الكتاب، خصوصاً الذين يلجأون إلى هذا النوع من الكتابة أو ما يعرف بالعامية بـ(القراض والحش والتنغيز)، كما أن المغزى بمفهومه العام يتكون من مجموعة طبقات للمعنى داخل النص، والتي يمكن أن نسميها منطقة الإفصاح عن طبقات تلك المعاني ومجموعة الاستجابات الناتجة عنها وصولاً إلى المبتغى أو (العوق) والذي هو حصيلة تجربة تلك المعايير التي تتشكل عبر البعد المعرفي باعتباره غاية للوصول إلى المثابات والأهداف المخطط لها في حين ان المعنى الذي تتعدد تعريفاته هو الجزء الأهم من تلك المنظومة.

وهذا ما حدث عندما كتبت مقال منذ اسابيع عدة بعنوان (جمهور همجي) ولاحظ عزيزي القارئ أنني بدأته بعبارة (إني استميح العذر من القراء الأعزاء إذا ما فُهم عنوان المقال بسوء، وأرجو ألا يتحامل عليّ البعض من دون استيعاب لمغزى الموضوع)، ولكن ما حدث هو العكس من قبل البعض الذين لم يتقبلوا العذر أو يفهموا أو يستوعبوا المغزى الحقيقي من الموضوع، وقام البعض بفهم العنوان فقط من دون قراءة الموضوع، والبعض الآخر فهم الموضوع بمعنى مغاير عن ما هو مطلوب!

ان أحداث شغب الجماهير التي حدثت أثناء مباراة وست هام وميلوال في كأس كارلينغ الأسابيع الماضية هي التي دفعتني للتطرق للموضوع مرة ثانية.

كما أن الأضرار المترتبة على أحداث الشغب في بريطانيا لا تنتهي بانتهاء الأحداث بل يستمر تأثيرها لسنوات عدة مقبلة وسوف يعيد للذاكرة الهوليكنز وما ترتب عليه من عدم منح إنجلترا حق تنظيم بطولات بسبب السمعة السيئة أو وصمة العار التي ألصقت بإنجلترا.

ان ما طالبت به مراعاة ان مبارياتنا منقولة على القنوات الفضائية وهذا يعني ان العالم يشاهد ويرى ما يحدث ولا ننسى أن هناك من يحاول أن يسيء إلى دولتنا الحبيبة باستغلال تلك المشاهد والمواقف، فعلى سبيل المثال اللقاءات والمقابلات التي تتضمن انفعالات الجماهير، فنرى من يخرج منفعل وآخر يسب ويلعن ولا ننسى الوعيد والتهديد والاتهامات وأخيراً استفزاز جماهير النادي المنافس وأيضاً أفلام الدراما والحزن وأقصد البكاء وحالات الإغماء... الخ.

مرة أخرى، اعتذر لأنني لم أكتب بالمستوى الذي تستطيع بعض العقول استيعابه، وشكراً لكل من كتبوا وتفاعلوا وأرسلوا أو اتصلوا للتعبير عن رفضهم للاتهامات الموجهة.. وعبارات التشجيع تمتعني لكنها في ذات الوقت تحملني مسؤولية أن أكون عند حسن الظن ما استطعت.

belhoulderar@gmail.com

تويتر