أحلام باربي

ضرار بلهول

بعد أن أصبح حُلم الشفافية في عالمنا الرياضي واقعاً نعيشه، وبعد أن أسعدنا إعلامنا الرياضي بما حقق من تقدم ملحوظ، متجاوزاً مرحلة اللاهوية، ليصبح منبراً يناقش بحرية وشجاعة ورؤية واضحة همومنا، فكانت صدمتنا الكبرى في هذه الأيام بأن هناك من يحاول الرجوع برياضتنا «ريوس» إلى الوراء إلى العصر الحجري، بالإضافة إلى تحطم آمالنا أمام من يبحث عن شماعة يعلق عليها آهاته وأحقاده من هؤلاء، وأقصد جماعة «وين ما دار الهوا درنا»، والذين هم في حقيقة الأمر محسوبون علينا ممن يسعون إلى إعادتنا إلى دهاليز التخلف والنزعات والصراعات، وللأسف فهم من وسطنا الرياضي، ولهذا فهم ينطبق عليهم المثل الإماراتي «اللي عوقه من بطنه ما تيه العافية».

وشلة الأنس والتخلف «إذا صح القول» تهوى العيش في الضباب، وأن تغمض أعيننا حتى لا نرى الفضائح والأخطاء والتجاوزات وهدر المال العام، وتتقن هذه الشلة لغةً تعرف بالعامية بأسلوب «دهان السير أو ماسكا باليس»، وأقصد المدح والتطبيل، وتلتف بأغلفة مرنة قابلة للتعديل والتبديل ولو كان ذلك على حساب تدهور رياضتنا.

والواقع الذي عشناه وعاشته رياضتنا على مدى عدة مواسم يجبرنا على احترام مسيرة الشفافية التي بدأناها، وفتح الملفات وإعادة التقييم، لمعرفة من كانوا وراء «توهيقنا» أو بالأحرى توريطنا لنحصل على أقل بكثير مما كنا نسمو إليه، ولينتهي بنا المطاف إلى أن نمسح الدموع ونشهق من أعماقنا تحسراً على ضياع الكثير من الفرص، ولنستعيد بمرارة الإخفاقات التي شهدتها منتخباتنا في كافة الألعاب «كلنا في الهوا سوا»، وأيضاً الخروج «الجماعي» المرير والمذل لأنديتنا من جميع البطولات والمحافل، الأمر الذي دفعنا للغياب عن منصات التتويج أو الحفاظ على الألقاب التي تحققت في الأعوام الماضية!

إن ما حدث لرياضتنا يدفعنا «للهبوط» أقصد التوقف الاضطراري والعودة إلى نقطة الصفر، لأن الوضع الحالي «لا يسر عدواً ولا صديقاً»، ولا يتناسب مع واقع وسمعة دولتنا الحبيبة، وهذا يتطلب منا أن نكون أكثر صدقاً مع أنفسنا، وليس عيباً أن نقول إن رياضتنا واجهت إخفاقاً، فالصدق والوضوح وليس «الخش ودس» أساس مرحلة التصحيح.

نعم نحن في أمسّ الحاجة للصدقية والشفافية اليوم، أكثر من أي وقت مضى، ولسنا في حاجة إلى من يخدعنا برسم آمال وأحلام «باربي الوردية» لنا، وإطلاق أمنيات فارغة، والأهم أننا بحاجة للمراجعة والمحاسبة، وإذا تطلب الأمر العقاب ووضع الأمور في ميزان النجاح أو الفشل، وتقييم كل من يعمل وفق هذا المبدأ، من هنا علينا معالجة المسببات التي دفعتنا لهذا الإخفاق وتسجيل اسمنا في كراسة الغياب الدولي لنبدأ موسماً جديداً مغايراً يتخذ من الفشل خطوةً نحو النجاح.

belholderar@gmail.com

تويتر