الخميس الأسود

ضرار بلهول

«الخميس الأسود»، هو مصطلح يستخدم للإشارة إلى بعض الأحداث التي كانت أقرب إلى الكوارث ووقعت يوم الخميس، وعلى سبيل المثال استخدم هذا المصطلح لوصف يوم الخميس بـ«الخميس الأسود» حين انهارت بورصة «وول ستريت»، وكذلك عندما تعرضت قوات التحالف لخسائر كبيرة فى الحرب العالمية الثانية، كما كان «الخميس الأسود» في فرنسا في يناير 2009 حين شُلت كل المرافق بإضراب عام احتجاجاً على سياسة الرئيس الفرنسي نيكولا، وأخيراً لا ننسى «الخميس الأسود» خليجياً حين اجتاحت القوات العراقية دولة الكويت الشقيقة وما ترتب على ذلك من مآسٍ وحروب ودمار وخسائر، وفي الآونة الأخيرة، للأسف، أصبح يلوح لنا «خميس أسود»قادم إلى دولة الإمارات، وهو خميس كروي إعلامي.

فما صدر عن إعلامنا المرئي من ضجة بخصوص قيام الرابطة بإقامة المباريات يوم الخميس، ليثير تساؤلات عدة حول هذا اليوم المشؤوم! وأن ما قام به البعض من حملة غاشمة ضد الرابطة، خصوصاً الدكتور طارق الطاير الرئيس الجديد وصلت إلى درجة أن بعض المرتزقة، عفواً، الإعلاميين، طالبوا بتقديم رأس الدكتور طارق الطاير على طبق من ذهب كبادرة لكي يصفحوا عنهم! فلماذا كل هذا؟ ولكن الحقيقة أن ما أقدمت عليه الرابطة هو محاولة لتوزيع المباريات وتسهيل عملية النقل وزيادة معدلات الحضور، فاللعب بمعدل ثلاثة أيام في الاسبوع هو الافضل وتوزيع المباريات على الإمارات سيساعد على زيادة معدلات حضور الجمهور لأن في كل إمارة مباراة واحدة، كما انه سيسهل عملية النقل التلفزيوني لدورينا.

فما السر يا ترى وراء محاولة اغتيال «خماس صنباخ» السموحة، أقصد الخميس الأسود؟ أتعلمون ما السر وراء كل هذا؟ إنه الدوري السعودي لكرة القدم الذي تقام مبارياته ايضا أيام الخميس، فقد أصبح بالنسبة للحبايب المهم والأهم وأيضا الدجاجة التي تبيض ذهباً! أما دورينا فقد أصبح من الدرجة الثانية أو الثالثة أو كما يقول المثل المحلي «تأكل عند ريلها وتدعي لمطلقها»! فهناك من قد أعمت عيونهم «الريالات» وفضلوا الجلوس على الكراسي المخملية في القصورة الملكية وتجاهلوا دورينا وأهملوه ،وترفعوا عن خشونة المدرجات الاسمنتية وعافوا «اللبوب والبنك»، أقصد الحب والمكسرات، وأصبحت أجسامهم لا تطيق الحرارة والرطوبة.

إنها أوضاع مؤرقة للغاية، ومن المؤسف أنه في ظل كل هذا العمل والمجهود من كل أطراف اللعبة أن يكون الخميس في دورينا أسود، فهذه اوضاع لا يجب السكوت عليها وأتمنى بالفعل أن تقف جماهيرنا وإعلامنا بقوة مع فرقنا ودورينا لأنه واجب قومي لا يجب التنازل عنه، وغير قابل للمساومة أو التنازل عنه حتى لا يكون هناك خميس رياضي إعلامي أسود في إماراتنا الحبيبة.

belhoulderar@gmail.com

تويتر