«اللي اسمه هلال.. يطلع»!

سامي الريامي

«ما ينلام ذلك المحشش» الذي أخذ يصرخ في الناس قائلاً: «يا جماعة الخير اللي اسمه هلال يطلع ويفكنا، لأن الكل يدورون عليه»!

نعم بالفعل، في جميع الدول الإسلامية يبحثون عن هلال رمضان، وسيبحثون عن هلال العيد، البعض رآه الخميس وصام الجمعة، والبعض الآخر لم يره الخميس فأصبح الجمعة هو المتمم لشهر شعبان، وأصبح يوم أمس السبت هو غرة رمضان، مع أن الهلال واحد، وعلى ما يبدو أننا سنظل كذلك إلى ما لانهاية، سنظل دائماً على موعد مع اختلافٍ موسمي في رؤية الهلال من عدمها.

بعض الأئمة يعتبرون ذلك رحمة للناس، فالاختلاف في رؤية الهلال هو من باب «واختلافهم رحمة»، قد يكون ذلك صحيحاً، وربما يكون رمضان هذا العام هو الأفضل من ناحية شبه إجماع العالم الإسلامي على بدايته، فهي المرة الأولى منذ سنوات طويلة جداً التي يبدأ فيها الشهر في معظم دول العالم الإسلامي، عدا عدد بسيط جداً من الدول التي «رمضنت» يوم الجمعة بدلاً من السبت، وهذا تطور جميل جداً لم نشهده منذ فترة طويلة، ولكن ألا يحق لنا كمسلمين أن نحلم ولو مرة واحدة في حياتنا برمضان مشترك البداية والنهاية، وأن نصبح لنصلي العيد جميعنا في يوم واحد، هل هذا اليوم هو حلم يصعب تحقيقه، أم هو أحد أصعب المستحيلات الخمسة؟!

ربما يعتقد البعض ألا ضرورة في ذلك، ولن أعارض هذا الرأي كثيراً، فاليوم الذي سيشهد اشتراك جميع الدول الإسلامية في الاتفاق على رمضان سيترك تأثيراً معنوياً فقط، ولا أعتقد أن هذا الاتفاق ستكون له أية مؤشرات أو دلالات أكبر من ذلك، ولكن على أقل تقدير سنوفر على العالم بأسره فرصة إضافية للضحك السنوي على ما آل إليه حالنا، خصوصاً في عصر التطور والأقمار الاصطناعية، وهبوط «فينيكس» على سطح المريخ، بعد أن قطعت مسافة 980 مليون كيلومتر مربع من الأرض إلى ذلك الكوكب، ونحن مازلنا نبحث عن رؤية الهلال، فيزعم من شاء رؤيته، ويزعم من شاء صعوبة رؤيته، وليس من المستبعد أبداً أن يصل اليوم الذي يستقر فيه الناس «المتطورين» للحياة على سطح القمر، بينما سنظل نبحث عن الهلال من على سطح الأرض!

محلياً، لا نعرف بالضبط كيف تعمل لجنة تحري هلال شهر رمضان، ولا نعرف إن كانت تقوم فعلاً بالتحري؟ وما وسائل وطرق هذا التحري؟ لا نملك إجابات، ولا نعرف آلية عمل هذه اللجنة، ولن نجادل كثيراً في طبيعة هذا العمل، المهم هو إعلان رمضان والعيد من عدمه، ولكننا نتساءل فقط، لماذا تأخر إعلان نتيجة التحري هذه المرة، لقد تم الإعلان عن عدم ثبات الرؤية محلياً في تمام الـ10 مساء، بينما تم الإعلان عن ذلك في كثير من دول الجوار وبفارق زمني يزيد على الساعتين، فما الذي يبحثون عنه هنا، ما دامت الرؤية لم تثبت في دول مجاورة؟!

reyami@emaratalyoum.com

تويتر