جمهور همجي! لا يفهم ولا يفقه!

ضرار بلهول

أستميح القراء الأعزاء عذراً، إذا ما فُهم عنوان المقال بسوء، وأرجو ألا يتحامل عليّ البعض من دون استيعاب لمغزى الموضوع، بل نتقبله بروح رياضية للذين فقط يعرفون معنى «الروح الرياضية»، فالحقيقة المرة تؤكد أن فئة كبيرة في مجتمعنا وبكل أسف لا تفهم شيئاً في معنى احترافية كرة القدم أو طريقة تشجيعها! فالتشجيع الذي تصاحبه تشنجات وتعصبات من قبل المتهورين لا تسهم إلا في تشويه صورة البلاد.

ما يُلاحظ على تلك الفئة الجاهلة من الجماهير، خروجهم عن الروح الرياضية والدخول إلى أرضية الملعب، وهذا ما لم نعهده من رقي أفكار أبناء هذا الوطن الغالي! ففي الموسم الماضي حدثت أشياء يخجل منها المواطن الإماراتي بسبب طيش مشجع متهور يشعل شرارة التهور بالدخول إلى الملعب، الأمر الذي سبب حرجاً كبيراً للرياضة الإماراتية.

لستُ هنا بصدد تعميم هذه الحالة على جميع المشجعين، كون أغلبيتهم من صغار السن أو المستأجرين من قبل الأندية، إلا هناك وبكل تأكيد عددا كبيرا من الجمهور العاقل المتزن ذي الأخلاق الرياضية، وأقول الرياضية فقط لأن شبابنا وإن كانوا صغاراً في السن إلا أنهم على قدر كبير من التربية الحسنة، ولكن الطيش والفراغ، في بعض الأحيان، يتسببان في إحداث زوبعة عارمة! فمن خلال متابعتي بطولة الأندية الآسيوية للكرة الطائرة التي نظمها نادي النصر ضرب الجمهور الإيراني أروع وأجمل أنواع التشجيع، حيث كان على دراية تامة متى يشجع لاعبيه ومتى يهتف ومتى يصمت، ولم ينزل أحد للملعب، بل هتف للعبة الحلوة، وأنا هنا لست من مشجعي الفريق الإيراني ولا من محبيه ولكن كلمة الحق يجب أن تقال، وسؤالي هو «متى يكون لدينا وعي وندرك أهمية التشجيع باحترافية ونفهم ماذا تعني الكورة وتشجيعها؟».

بكل أسف، نفتقد التوعية الثقافية لشبابنا في مؤسساتنا الرياضية التي هي بحاجة إلى غرس مفاهيم المشجع المحترف، وما نشاهده من قرارات تأديبية لذلك المشجع هو في الأصل خير رادع ليتعظ غيره، فمتعة الكرة ليست في مشاهدة شخص يحرث الملعب ركضاً ليلفت الانتباه، بل عبر مشاهدة كرة حقيقية خالية من الشوائب الهستيرية من شباب غير مبال، وأتمنى أن نشاهد جمهورا واعيا يشجع هذا الفريق ويناصر فريقه ويستمتع باللعبة وفنونها وبإذن الله متى ما وجدنا تلك النوعية فأنا على ثقة بأن قوارير الماء والتراشق بها، وكذلك «الصواريخ الموجهة»! وأقصد هنا النعول والأحذية وأنتم بكرامة، ستكون زهور محبة وورود وفاء يحملها كل مشجع حضر للملاعب ليقدمها لمشجعي الفريق الآخر، ولنا في انتماء أبناء هذا الوطن الغاية الكبرى من تفهمهم احترام هذا الوطن ومن هو على أرضه، لنكون خير أمة تملأ قلوبنا المحبة كإخوان وأبناء عمومة، وبهذا نكون قد أخرسنا وكممنا الأفواه المغرضة التي تقول عنا: إننا جمهور همجي! لا يفهم ولا يفقه!

 

belhoulderar@gmail.com

تويتر