كان ياما كان

ضرار بلهول

كان ياما كان يا سادة يا كرام في سالف العصر والأوان، ولا يحلى الكلام إلا بذكر النبي عليه أفضل الصلاة والسلام. كانت أنديتنا في السابق تحمل المسمى (ثقافي، اجتماعي، رياضي)، أما أنديتنا اليوم والتي تعيش عصر الحاسوب والذرة، فهي تحمل المسمى (رياضي 3)! وأقصد بذلك (رياضي، رياضي، رياضي)! حيث وبكل أسف، أغفلنا وأضعنا أهدافاً مهمة لأجلها أنشئت هذه الأندية الرياضية، وتبرمجت عقولنا ببرنامج واحد لا غير، وهو البرنامج الرياضي! وحتى البرنامج الرياضي قد انقض عليه فيروس كرة القدم، ليكون مصير كافة الألعاب الرياضية الأخرى (Delete)!

أصبحت أنديتنا أندية (كرة قدم) فقط، وكانت محصلة تركيزنا على هذه اللعبة (Delete)! فلم نستفد من منشآتنا الرياضية التي نُحسد عليها، والإمكانات الهائلة المتوافرة، وخرج ممثلونا من الآسيوية بلا حمص! ومثلنا الكوميديا والمهازل في كأس الخليج والدراما والمآسي في تصفيات كأس العالم... إلخ، أما في ألعاب الـ(Delete) لم نكن يوماً ذوي اسم يشار إليه بالبنان بسبب الـ(Delete)، والنسيان لكل شيء إلا (ست الحسن والجمال) كرة القدم، والتي تحب أن تسكن كل القصور وحدها ويخدمها نظام الفهلوة! أما إذا بحثنا عن أسباب كسل ست الحسن والجمال وضياع جمالها وهفواتها وإخفاقاتها، لوجدناها عند السحرة يصعب الوصول إليها مهما طال الزمان، حتى لو ظن الديناصورات بسهولة الوصول إلى المكان! وإذا تجاهلنا الفيروس وست الحسن والجمال وبحثنا عن (حكيم الزمان) ليحكم في ما حدث لنا على مر الأزمان، لقال لنا إننا قد أضعنا طريق العودة والعتبة الأولى ومفتاح المكان، وإننا أضعنا ما تحقق من إنجازات وأسس كانت مميزة وواضحة للعيان. فكيف تلاشت هذه الأسس؟ ومن المتسسب في تلاشيها عن الأذهان؟ وإذا صح القول لماذا لا طلنا بلح اليمن ولا عنب الشام؟ من المتسبب في إرجاع الرياضة الإماراتية للوراء من مؤسسات واتحادات ومسؤولين وأندية وإعلام ولجان؟

من المسؤول عن طمس دور الأندية ثقافياً واجتماعياً؟ مما لا شك فيه الكل مسؤول عن تفعيل دور الأندية، وأعلم أن هناك اجتهادات من بعض الأندية في دعم النشاطات الثقافية والاجتماعية، ولكنها مجرد مبادرات فردية وفي أوقات محددة، وتفتقر لأبسط المقومات، لكن مازالت هناك فسحة من الأمل في أن يتفق الجميع، سواء على تفعيل الجانب الثقافي والاجتماعي أو تفعيل الجانب الرياضي بصورة واضحة ونهائية. وكلي أمل في أن نعيد كتابة ثقافي، اجتماعي بجانب رياضي، تحت مسمى أنديتنا، وأن يتكاتف الجميع في دعم وتنمية أنديتنا، حتى نجد طريق العودة والعتبة الأولى والمفتاح للنجاح والعالمية، وطرق التنمية عديدة وسهلة، وأسسها وجدت في البداية، ولابد من استرجاعها!

ولابد من أن يُرجع لست الحسن والجمال جمالها ونشاطها، وتبنى قصور كبيرة لا تسكنها وحدها، بل تسكنها معها كل حاشية السلطان وكان ياما كان!

 

belhoulderar@gmail.com

تويتر