نظرية المؤامرة

ضرار بلهول

نظرية المؤامرة، هي محاولة لشرح السبب النهائي لحدث أو سلسلة من الأحداث على أنها ناتجة عن عصبة متآمرة بشكل منظم. ويعتبر مصطلح (نظرية المؤامرة) من أقدم المصطلحات السياسية، وكان يُطلقه في الغالب من يحاول الإساءة والتشكيك في صدقية ونزاهة الآخرين. وللأسف، ومما يصعب إدراكه هو، أن بعض الحبايب عندنا ولا يوجد داعٍ للإفصاح عن الأسماء و(خلي الطابق مستور)، يعيشون على نظرية المؤامرة بكل أبعادها، فهم على قناعة تامة بأن أية مصيبة أو كارثة تقع عليهم أو تصيبهم (لا قدر الله)، هي بفعل فاعل أو من تدبير وحياكة الطرف الآخر مع سبق الإصرار والترصد، على رغم أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته.

وبصفةً عامة، نعم.. أعترف بأن هناك من يسعى بشتّى الطرق والوسائل للوصول إلى أهدافه ساحقاً من يقف أمامه في سبيل ذلك، ولكني لا أؤمن بنظرية المؤامرة، ولا أستطيع أن أجد مبرراً أو تفسيراً لانتشارها في وسطنا الرياضي بهذا الشكل المخيف، الذي يحتاج لوقفة جادة قبل أن يتفاقم الأمر. فنحن أبناء وطن واحد، وأيضاً نحن جميعاً أبناء زايد، نسعى لهدف واحد هو الارتقاء بالرياضة الإماراتية إلى أعلى المستويات، وإن احتدت المنافسة بيننا، (إلا إذا لم يكن هذا هو هدف الحبايب). فمن غير المقبول أن نستمر في اتهام بعضنا بعضاً بنسج شباك المؤامرات، لإقصاء ذلك الفريق عن بطولة أو حرمان الآخر من نتيجة مباراة أو تسجيل نجم مهم. هذه ليست سوى تصرفات العاجزين والضعفاء، ولا تبشر أبداً بالخير.

وللأسف، فإن لغة المؤامرات ونظرياتها أضحت تظهر بوضوح في أحاديثنا ومناقشاتنا الرياضية وغير الرياضية. فإذا نظرنا إلى التحكيم على سبيل المثال لوجدنا أن البعض ينظر إليه على أنه منبع المؤامرات، وأن القرارات الإدارية والفنية فيه، كلها مبنية على المؤامرات. وإذا خسر فريق ما البطولة فسبب خسارته هو تلك المؤامرات التي دبرت في الخفاء. ويمكن القول وبصريح العبارة إننا نعيش وننظر لبعضنا بعضاً على أننا جميعاً متآمرون. وبهذه الحقيقة المرة نكون قد انكشفنا وتعرينا، وظهر، وبان عليه الأمان مستوى تفكيرنا وضعف قدراتنا، وحبايبنا الذين يلجأون لهذه اللغة عاجزون وفارغون، وليست لديهم القدرة على غير ذلك.

لماذا نقدس عجزنا، ونوجد له الأعذار لنحول كل ما هو ممكن إلى مستحيل تحكمه إرادة المؤامرات، لأنها أبسط طريقة للقول بأن لا مجال لعمل شيء.. لماذا لا نعترف بالفشل ونتعلم منه، ونبحث عن طرق النجاح.

آمل من كل قلبي أن نرقى يا شباب كثيراً، حتى إذا كان ذلك في اتهاماتنا وشكوكنا، وألا نجعل من أنفسنا عرضة للسخرية والشماتة، ونتخلص من تلك الإسطوانة المشروخة المسماة بنظرية المؤامرة.

تويتر