«توه اللعب بادي»

ضرار بلهول

ذكر لي صديقي العزيز (بوغنيم)، أنه معجب بكتاباتي ولكنه قلق ويتحفظ على أسلوبي اللاذع في الانتقاد الساخر، وقال إن هذا الأسلوب قد يتسبب لي في يوم ما في الكثير من المشكلات مثل ما حدث له في الماضي، وقد يُنظر إليّ على أني إنسان سلبي.

نعم أنا ناقد رياضي ساخر مثلما يوجد ناقد فني ساخر وناقد سياسي ساخر وغيرهم ممن امتهنوا النقد، والكتابات الناقدة والساخرة موهبة أعتز بها إذا ما نسبت إلي، وأرى أن ما أقوم به أبعد ما يكون عن السلبية، فالأدب الناقد والساخر يفرض نفسه في كثير من الأحيان ويستمتع بقراءته الكثيرون، وأنا أؤمن إيماناً قطعياً بأن إيصال الفكرة الناقدة إلى المجتمع بأسلوب تهكمي ساخر كثيراً ما يجعل لها أبعد الأثر ويجعل وقعها أخف على النفس، وقد تؤثر أكثر ما لو كتبت بأسلوب جاد، وقد أحببنا الجاحظ لروحُه الساخرة حتى من نفسه، وكذلك ابن المقفع والعديد من رواد الأدب الساخر في التراث العربي والشرقي. ولا أنكر أنني نشأتُ محباً للنكتة والسخرية وكنت صاحب مقالب عديدة ساخرة، لذا فمن البدهي أن تستهويني روح السخرية والنقد وتتملكني لتدور حولها معظم كتاباتي، وكثيراً ما حاولت أن أتنكر لها وأرتدي قبعة أخرى لأجد نفسي ومن دون وعي أعود إليها بشغف وحب.

طبعاً لا يوجد فينا من لم يتعرض في يوم ما إلى نوع من الانتقاد، وقد يكون بسبب الانتقاد «سالفة» أو موقف أو تصرف قمنا به ولم ينل استحسان أو إعجاب الآخرين، ولكن النقد سيظل ويبقى سلاحا ذا حدين، يمكن استخدامه وتوجيهه للبناء والتقويم، ويمكن استخدامه وتوجيهه كأداة أو معول لهدم الأعمال وتحطيم الإنجازات.

ولتتمكنوا من مواجهة النقاد من أمثالي والاستفادة من النقد الموجه إليكم، فأنتم في حاجة إلى استراتيجية لمواجهة النقد عموماً والنقد السلبي خصوصا، حتى لا يؤثر في ثقتكم بأنفسكم. لذلك، فعند النقد من المفيد طلب التوضيح وسؤال الناقد عن ما هو المقصود أو دليله في ما يقول، لاسيما إذا كنت تعلم أن ما يقوله غير صحيح، أما إذا كان النقد في محله فيجب قبوله والاستفادة منه والاعتراف بالخطأ والاعتذار بطريقة لائقة ما يكسبك الاحترام في الأغلب.

وسنظل ننتقد، ونتحاور، ونتجادل ونختلف ونخطئ ونصيب حتى نرتقي بالرياضة الإماراتية إلى أفضل المستويات، ويجب أن نحمد ربنا على نعمة الاختلاف في الرأي، ونعمة القدرة على التعبير عن هذا الاختلاف بحرية، فكما قيل «الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية».

وفي الختام، إن انتقادي الديناصورات غير القابلة للانقراض وتعريتي واقع الفساد الرياضي، ولا ننسى تسليطي الضوء على المرتزقة و«الطلاليب»، هو مجرد انتقاد رياضي بحت ساخر! إذن، فأنا ناقد رياضي ساخر، وخلي روحكم رياضية (وتوه اللعب بادي) وعن الزعل يا شباب وشواب وديناصورات.

 

belhoulderar@gmail.com

تويتر