المرتزقة و«الطلاليب»

ضرار بلهول

كانت ومازالت الدول الكبرى تستخدم المرتزقة للقيام بالأعمال التي لا ترغب في تلطيخ يدها بها، لدرجة أن هؤلاء المرتزقة يتعهدون على ألا يبوحوا بالاتفاق إذا ما تم القبض عليهم (وكأن لا أحد يعرف من المقصود؟) وهم على علم بأن الدولة سوف تتنكر وتتنصل وتتبرأ منهم، وهذا ما حدث في كوبا بمرتزقة (خليج الخنازير). وهناك آخرون يمكن تشبيههم بشلة «بلاك ووتر» الذين عاثوا فساداً في العراق، وهذه الأمور معروفة لدى الجميع، حيث كانت وسيلتهم لبسط نفوذهم وفرض سيطرتهم في الحروب، فمن خلالها تستطيع الدول الكبرى تنفيذ رغباتها، وكأن المرتزقة الذين يسعون لكسب المال هم وسيلتهم لتحقيق ما يصبون إليه وتنفيذ ما يريدون!

أخيراً، تغيّرت الحال وظهر على الساحة نوع جديد من المرتزقة، هم مرتزقة الإعلام الرياضي حيث أصبحت الحروب السرية وحدها وسيلة بالية وغير مجدية، لذا توجهوا إلى استغلال بعض الأندية وأموالها وإمكانياتها لينشروا ما يريدون، ويبثوا من السموم ما يفيد جيوبهم ويعزز مكانتهم!

لقد أصبح من الأمور الاعتيادية أن ترى في صفحات الجرائد إعلانات مكاتب تأجير السيارات المميزة، فهل سنرى يوماً ما إعلانات لاستئجار أصحاب الأقلام الزائفة والعبارات الماجنة من مرتزقة الإعلام الذين إذا ما دققنا وتفحصنا سيرتهم الذاتية، إن وجدت طبعاً، فإننا سوف نكتشف أنهم متميزون في الفشل في حياتهم الاجتماعية والتعليمية، أما خبراتهم، فحدّث ولا حرج! فقد تكون تحت الصفر، بل الأدهى أن بعضهم من أصحاب السوابق! ثم في ليلة وضحاها يرتقون إلى درجة فلاسفة وخبراء، وأصبحوا للجماعات محللين وعلى الإمارات غيورين! فقد سلطت وسخرت شلة «بلاك ووتر» الرياضة أسلحتها الفتاكة، أقصد أقلامهم وكلامهم المسموم للدفاع والذود عن (عمومتهم) والمقصود أسيادهم بمغالطة كل مقومات وأسس مهنة الصحافة للقيام بمهمة نشر ثقافة التعصب والتحيز والكراهية، ولا ننسى أن هؤلاء كانوا في بداية عملهم ما يسمى بالعامية (طلاليب)، يعني شحاتين، يشحتون ويتسولون المعلومات ويرجون فلانا وعلانا من أجل معلومة أو إشاعة يكمل السالفة بها، فإن لم يجد شيئا إضافيا من البهارات والأساليب الرخيصة، أضاف وابلاً من الكذب والافتراءات، أو نقل الأقوال أو ما يعرف بـ(Hearsay) من دون التأكد من صدقيتها كي يكمل مقاله!

أنا أعتب على الأقلام الرياضية الإماراتية التي عزفت عن الكتابة وتركت الباب مفتوحا على مصراعيه لكل من هب ودب، لذا فإنه يجب علينا أن نقف وقفة رجل واحد أمام هؤلاء المرتزقة و«الطلاليب»، ونمنعهم من بث سمومهم حتى لا يأتي اليوم الذي نندم عليه.

وفي الختام أود أن أقول إن أية دولة لا تمتلك إعلاماً قوياً نزيهاً يلبي كل احتياجاتها ويسهم في بناء شخصيتها الحضارية والثقافية والرياضية، يمكن اعتبار تلك الدولة خاسرة لأن عالمنا هذا لا يوجد فيه مكان للضعفاء إنما هو فقط للأقوياء.

 

belhoulderar@gmail.com

تويتر