ملح وسكر

يوسف الأحمد

نتائج الجولة الماضية رفعت من وتيرة المنافسة على درع البطولة بين الغريمين الأهلي والجزيرة، الذي قدم له البنفسج خدمة كبيرة، بعد أن أعاق تقدم الفرسان في لقائهم الأخير بملعب العنكبوت، حيث كبده نقطتين ثمينتين كانتا كفيلة بأن تبقي الفارق ثلاث نقاط بينهما. فاستماتة واستبسال لاعبي العين أمام الأهلي أثبتت بما لا يدع مجال للشك أنه لا أحد يلعب لمصلحة أحد، بل إنها ألجمت الأصوات التي روّجت عن التهاون والتخاذل من الفرق التي لن تتأثر مواقعها بنتائج مبارياتها المتبقية. فظهور البنفسج هذه المرة كان مغايراً عن ظهوره أمام الجزيرة، حيث كان تائهاً ومشتتاً في ذلك اللقاء وخرج خاسراً بهدفين نظفيين بخلاف حالته أمام الفرسان. لذلك فإن الجولتين المقبلتين سيرتفع فيهما رتم التنافس والمطاردة، حيث يتوقع أن تشهد سجالاً عنيفاً، قد يدفع البعض بالاستعانة بالكروت المتبقية له التي من الممكن أن تشكل فارقاً بينهما من خلال إعاقة أحد الطرفين وفتح الطريق للآخر عملاً بالمبدأ الشائع «اللي تكسب بيه إلعب بيه»!

بعد أن انتهى الفيلم الآسيوي الذي عشنا فصوله ومشاهده الأخيرة بتتويج البطل زعيماً على كرسي الرئاسة الآسيوية، يا ترى كيف سيكون السيناريو المقبل للفصل الجديد الذي ستشهده القارة الصفراء بعد الانقسام الواضح الذي حدث بينها أثناء الانتخابات؟ فلأنه لا يصح إلا الصحيح في الأخير، قفد تغيرت حدة الحوار وغلاظة الألفاظ بعد أن جُددت الثقة بابن همام بحصوله على أفضلية الأصوات التي لم تكن فارقة وشاسعة عن غريمه الشيخ سلمان. فالغالبية تتوقع أن يكون الصاع صاعين من بن همام وسترد الصفعه بصفعتين، و«يا ويل» أولئك الذين شهّروا به وطعنوه في نزاهته وكفائته على الملأ، إضافه إلى أولئك الذين وقفوا في خندق غريمه «سلمان» ومنحوه أصواتهم. فهذا سيناريو وضعه البعض، إلا إن نبرة حديثه بعد الانتصار اتصفت بالهدوء والتروي وفتح الباب للم الشمل من جديد، بل طالب بنسيان ما حدث في تلك المعركة الانتخابية الشرسة. ما يهمنا نحن أن هذه الانتخابات أسقطت الأقنعة الزائفة وأظهرت البعض على حقيقته المريضة، التي أدركنا من خلالها أن قراراتنا وتوجهاتنا الرياضية تتحكم فيها الأمزجة والأهواء، والعمل بمبدأ إذا لم تكن معي فأنت ضدي. للأسف أننا أوجدنا ثغرة جعلت الآخر يتدخل ليوقع البغضاء في ما بيننا ويدس سمه بين أبناء العمومة، فقد عمل البعض منهم على استغلال نقاط ضعفنا التي تكمن في أننا اتفقنا دائماً على ألا نتفق، لأن ما حدث شحن بعض النفوس وهزّ من ميزان مركبنا الخليجي الذي أخشى عليه أن يستمر تلاطم الأمواج به بعد تلك الأحداث والمواقف المخجله!

أخيراً التصرفات اللامسؤولة من شتم ورشق ورمي، التي تبدر من بعض الجماهير في المدرجات أصبحت ظاهرة متكررة في كل مباراة، حيث يتطلب هذا الأمر تدخلاً حاسماً من قبل رجال الأمن الموجودين في تلك الأماكن للحد من تلك الغوغائية والكلمات البذيئة التي تصل إلى حد التجريح المؤذي لأشخاص لهم مكانتهم وقيمتهم الإدارية والرياضية. فما حدث من بعض جماهير العين ضد لاعبي الاحتياط وعدد من إداريي فريق الأهلي في مدرجات ملعب الجزيرة يجب ألا يمر مرور الكرام، ويتطلب وضع رادع يضبط تلك السلوكيات الشاذة من البعض منهم لما فيها من إساءة بحق النادي الكبير وإيذاء للآخرين.. فيا جمهورالزعيم تلك الإشارات والتلويحات بالأيدي «تراها عيب»!

ya300@hotmail.com

تويتر