وعود كاذبة

ضرار بلهول

إن الطرق التي اتبعها بعض فلاسفة الرياضة أو «الديناصورات الرياضية» غير القابلة للانقراض! أو عبيد الكراسي والمراكز، إنما هي سيل من الوعود الكاذبة التي وعدونا بها ولم يتحقق منها أي شيء حتى الآن.. وهي من أشد الأمور التي تدعو إلى الاشمئزاز وتجعلنا نسحب الثقة كليا عن هؤلاء أو نستبعد البقية! فأي عقل يمكنه أن يصدّق أن المهازل والغباء والاستخفاف بالعقول في رياضتنا هي أمور غير موجودة لدينا!

وعلى سبيل المثال، فقد يقع بصرك يوماً ما ـ إذا ما كان كل يوم ـ على «سالفتين»، أقصد خبرين متناقضين في وسائل الإعلام يستحيل أن يكونا صحيحين؛ لأن أحدهما مغاير للآخر، ويمكن استثناء الآراء التقديرية، وحين تأتي على سيرة رياضي عرف بالمثالية طوال حياته الرياضية ثم تجرده بجرة قلم من مثاليته! حينها يستحيل أن تكون صادقاً، وحين ينشر 20 خبراً عن رياضي ويصْدُق واحد منها فيتباهى الإعلام بصدقيته، فإن من حق الشارع الرياضي أن يتساءل عن بقية الأخبار الكاذبة! وعندما تحّور وتحرّف العبارات وتفبرّك المقابلات وتلفق التصريحات ويؤخذ جزء من تصريح ليبني عليه خبراً، فكأنك من يأمر الناس بعدم الصلاة لأن الله سبحانه وتعالى يقول: «فويل للمصلين» من دون أن تكمل الآية!

أما عن اللاعبين فحدث ولا حرج! فإن من يدعي الإصابة أو يمثل للحصول على ضربة جزاء أو طرد الخصم، يمارس الكذب بأبشع أنواعه؛ لأنه يخالف بذلك جميع الأعراف الرياضية، وإذا نظرنا إلى الإداريين فهنالك من هو متخصص في ممارس الكذب على الجماهير ليمرر صفقة لاعب أو مدرب أو معسكر خارجي أو يبرر خسارة، فإنه يصيب الرياضة في مقتل سيندم عليه حين تفضحه النتائج وتكشفه الجماهير (بدون تعليق).

إن الكذب إحدى آفات رياضتنا، امتهنها وأبدع فيها البعض لأغراض مادية أو معنوية؛ مرة بحجة الإثارة والتسويق، ومرات لتصفية الحسابات وستر العيوب وتعليق الأخطاء على شماعة الآخرين!

وبما أن شهر الكذب وأقصد أبريل قد انتهى، فإنني أوجه الدعوة إلى الحبايب المحسوبين على الرياضة والذين كذبوا يوماً ما (بقصد المزاح) أن يصدقوا بقية أيام السنة، فحبل الكذب قصير مهما طال، والكاذب ستفضحه الأيام، وستعلم الجماهير الرياضية من خدعها بذلك الخبر أو تلك الصفقة أو تلاعب باللوائح والأنظمة (والجميع يعرف من أقصد؟) ولهذا ستكون النتائج مخيبة للآمال ومحبطة.

لا يوجد بيننا أحد، وأنا اتحدث هنا عن مجتمعنا الرياضي، ممن لم يمارس الكذب أو إخفاء الحقيقة بدرجات متفاوتة ولأسباب مختلفة (ولحاجة في نفس يعقوب)، فهل تعذرون من أخفى الحقيقة ليحافظ على علاقته بأهم الناس في حياته؟ وهل تسامحون من كذب عليكم من أجل المصلحة العامة؟ وهل تغفرون لمن يخفي عنكم ماضيه ليحافظ على مستقبله؟ أسئلة محيرة جوابها لديك عزيزي القارئ فأنت الخصم والحكم.

 

belhoulderar@gmail.com

تويتر