أقول لكم
خرجت تلك الممثلة من «ثلاجة التحنيط» تدافع عن خنازير مصر، ومعها أيضاً تحرك الكثير من المنظمات التبشيرية وتلك التي تدعي أنها تدافع عن حقوق الحيوان، وقد استغربت ظهور بارجيت باردو إلى العلن، فقد كنت أظن أنها قد فارقت هذه الدنيا منذ زمن بعيد، وكان آخر عهدنا بها دفاعها عن ذبح الخراف حسب الشريعة الإسلامية، وكان ذلك قبل ما يزيد على 15 سنة وسر استغرابي من ظهورها أنها توقفت عن التمثيل قبل أن أولد، وهذا يعني أنها ربما تكون قد جاوزت الـ100 عام الآن ومازالت تحمل تلك الضغينة التي ورثتها، فهذه أول مرة في التاريخ يدافع فيها إنسان عن الخنزير، ليس لكراهته وقذارته، ولكن لأنه يذبح يومياً عندهم في الغرب، وليس هناك وجه للمقارنة ما بين الذبح من أجل الأكل أو الذبح لحماية البشر، ولو كان قرار التخلص من الخنازير قد صدر في الولايات المتحدة ما كانت لتدافع بطلة الإغراء السابقة عنها، ولكنها ستقف في صف الخنازير مادامت لهم قضية عندنا، وبهذه المناسبة (الخنازير) وهذا الدفاع المستميت عن حق الحيوان في الحياة، بحثت عن مواقف تلك المنظمات وهذه الممثلة المنتهية صلاحيتها حول المشروع الصهيوني الجديد بهدم منازل 60 ألف فلسطيني في القدس الشرقية المحتلة، وبناء مستوطنات لليهود، فهذه قضية إنسانية، والإنسان أحق بالدفاع عنه، وغياب من يسمون أنفسهم المدافعين عن حقوق الإنسان يبين أن العالم يدار بحسب التصنيفين العرقي والديني، مهما قيل عن العهود والمواثيق، وأيضاً وبهذه المناسبة، وفي الوقت نفسه الذي تدار فيه حملة إنقاذ الخنازير في مصر، وقف وزير الدفاع الأميركي أمام الكونغرس، وهو بيت الحرية ووثيقة الحقوق كما يُسمى، وقف غيتس ليقول إن هناك نحو 100 معتقل في معسكر غوانتانامو لا تتوافر أية دولة تدينهم ولكن لن يتم إطلاق سراحهم ولم ينطق أحد، ولم يعترض أحد على هذا الاعتداء الصريح على قوانين البشرية، وليس حقوق الإنسان، ولم يصدر بيان واحد من منظمات مراقبة تطبيق المواثيق الدولية، ولم يخرج ممثل عن أمين عام الأمم المتحدة أو «راقصة» في هوليوود ليقول لذلك الوزير إن البريء لا يسجن، وإن الحاكم الذي يعرف أنه يسجن بريئاً ليس إلا مستبداً وظالماً.