ملح وسكر

يوسف الأحمد

استأت كما استاء غيري من نتائج فرقنا الآسيوية التي سجلت فشلاً ذريعاً غير مسبوق في تاريخ مشاركاتها الآسيوية. الاستياء وصل إلى حد الغضب والضجر والقهر من ذلك المردود السيئ والنتائج الأسوأ منه، التي هزت ونالت من سمعة الكرة الإماراتية التي مازالت تبحث عن نفسها وعن وجودها بين فرق المنطقة، حيث أصبح الفارق شاسعاً بيننا وبينها، حتى إن البعض منهم بات ينظر لفرقنا بعين الشفقة والرأفة نتيجة الحال المزرية التي وصلت إليها.

نعم كذبنا على أنفسنا بأن اعتقدنا بأننا الأفضل وأن دورينا هو الأقوى، وغيرها من الأوهام التي عيشنا البعض في سرابها. ولن نقول الحظ هذه المرة ولن نقول التحكيم ولن نلوم الأرض والجمهور، فحتى هؤلاء لم يفلح مفعولهم معنا وأصبحوا يلعبون لمصلحة الخصم. يا سادة العلة منا وفينا، فغياب الرغبة والروح والطموح هو خلاصة ذلك المستوى والأداء الذي ظهرنا به، فقط لنقارن بين فرقنا والفرق السعودية، حينها سنجد الفارق الفعلي وسندرك الأسباب التي أوصلتنا لهذه الهاوية السحيقة. فكما يقال إن «اللي عوقه في بطنه أبد ما يطيب»، لذلك مهما كانت ردة الفعل، ستبقى مسكنات ومهدئات لاحتواء الاحتقان والحنق الجماهيري والرسمي على تلك الفرق.

يا «وجوه الخير» ما حدث فيه إساءة لكرتنا وإساءة لسمعة هذا الوطن لايمكن السكوت والصبر عنها، فالمهازل والفضائح مستمرة، وستستمر في ظل غياب المتابعة والمحاسبة والرقابة الذاتية. باختصار المشكلة أننا تركنا الحبل على الغارب، حيث لعب به البعض كيف يشاء ويشتهي!

ما يمر به فريق الشارقة هذا الموسم ما هو إلا امتداد عرضي للمرض الذي تعاني منه فرقة النحل منذ سنوات عدة، فالملك يعاني منذ فترة ليست بالقصيرة من ضياع للهوية وفقدان للانضباط الداخلي الذي ولّد حالة من التمرد الخفي بين صفوف الفريق، حيث أصبحت المماطلة ولي الذراع السبيلين الوحيدين لتحقيق الرغبات والمطالب الشخصية، فقد استغل البعض حال الفريق ووضع المسابقة لتكون الطُعم المُر للي الذراع والابتزاز من أجل تحقيق أكبر قدر من المنافع والمكاسب الشخصية، بحجة الاحتراف وفوارق الأرقام المدفوعة في بيت النحل وبين ما تدفعه الأندية الأخرى. الخلل ليس إدارياً ولا فنياً، فالإدارة وفّرت للاعبيها العوامل والأجواء المثالية حسب طاقتها، ويكفي أنها سعت لتأمين المسكن الملائم «حلم كل مواطن حالياً» لكل لاعب لتوفير الاستقرارين الأسري والاجتماعي اللذين ضمنتهما لأغلب لاعبيها، وعملت على توفيره مقارنة بالأندية الأخرى التي أغفلت هذا الجانب المهم. في الوقت الذي لا ننكر فيه نقاط القصور في بعض الجوانب، إلا أنها ليست بتلك الصورة التي تجعل البعض ينال من الإدارة في كل محفل ومناسبة، حيث جعلوا منها شماعة للتهكم والكيل والنيل منهم لتبريد الخواطر الملتهبة. بيد أنهم تناسوا تخاذل اللاعبين وتقاعسهم عن أداء دورهم الحقيقي في الدفاع عن هذا المعقل الكبير، الذي أوجد لهم كياناً وجعل منهم أسماء لامعة يعرفها الصغير قبل الكبير. فقط ليخجل اللاعبون من أنفسهم وليستذكروا ماضيهم كيف كان وكيف أصبحوا، بعد أن أتاح لهم النادي الفرصة وفتح لهم الباب على مصراعيه، ولا ينسوا فضل النادي عليهم الذي أوصلهم للنجومية والشهرة، حيث أصبح الآن أكثر حاجة لوقفتهم وهبتهم لإنقاذ اسم الملك وتاريخه قبل أن يقع في براثن وغياهب الظلام!

أخيراً برنامج «الجماهير» لا يختلف اثنان على مكانته ومادته المميزة التي تقدم أسبوعياً من خلال الإطلالة المميزة للزميل حسن حبيب، لكن هناك ملاحظة كان لابد أن ينتبه لها الزميل العزيز والقائمون على هذا البرنامج، تختص بانفعالات الجماهير أثناء الفوز والخسارةا ففي حلقة الأسبوع الماضي تم عرض لقطة خاصة بالجماهير الأهلاوية، التي كان من بينها أحد الجماهير (صاحب الكندورة الزرقاء) الذي أشار بيديه بطريقه فاضحة وواضحة، كان فيها خدش للحياء في منظر لا يليق أن يعرض في مقام ومكانة هذا البرنامج الرائع.. هذا للتنبيه والتنويه

ya300@hotmail.com

تويتر