ألم يحن الوقت؟

ضرار بلهول

لم يتبق سوى أيام معدودات تفصلنا عن الإجازة الصيفية، والدخول في دوامة ومتاهة الحيرة التي ستصيب الكثير من أولياء الأمور عن كيفية سد الفراغ الذي سيحل بوقت شبابنا بعد انتهاء الدراسة، وهذه «المعضلة» ـ السموحة ـ المشكلة السنوية التي تقلق وتؤرق منام أولياء الأمور كلما أطلت علينا الإجازة، فبالكاد يخلو منزل من شاب أو شابة سيكونان فريسة للفراغ والملل وإهدار الوقت ونسفه بالسهر أمام التلفاز أثناء الليل والقيم والاستسلام للنوم طيلة النهار، كما يؤسفني ويحزنني كثيراً حال شبابنا وشاباتنا من مختلف الأعمار لانجرافهم خلف تصرفات لا تمت لثقافتنا بصلة، ولا تتوافق مع عاداتنا وتقاليدنا التي تربينا عليها، وذلك من خلال فسخ ما خلقوا عليه من فطرة سليمة إلى سلوك تصرفات غريبة، تزداد، في العادة، خلال فترة الإجازة الصيفية. هنا يقع واجب المؤسسات الرياضية في رعاية هؤلاء الشباب، ودراسة احتياجاتهم والعمل على توفير الأجواء الملائمة التي تصقل مواهبهم وإبداعاتهم وتنمي قدراتهم وتشكّل متنفساً للطاقات الكامنة لديهم، التي إن لم توجّه في الاتجاه الصحيح فلربما تكون سبباً في توجه كثير من الشباب إلى مواقع الانزلاق للرذيلة والانحراف الأخلاقي، وربما تترك بصماتها على مستقبلهم وحياتهم، الأمر الذي يحّتم علينا من الآن أن نبدأ بتقييم البرامج والخطط الموجودة القائمة على احتياجاتهم، وكذلك العمل على وضع البرامج الوقائية والترفيهية، الهادفة والبناءة، التي يشترك الشباب في وضعها هم أيضاً.

إذا طبقّت المؤسسات الرياضية المقترحات السابقة، فإن ذلك لن يأتي من باب الامتنان، إنما هو واجب على مؤسساتنا الرياضية بأن تأخذ على عاتقها تطوير وتنمية قدرات الشباب إيماناً بأن الشباب هم الشريحة المهمة في المجتمع، ورفع شعار «شبابنا نصف الحاضر والمستقبل كله». وانطلاقاً من هذه المقولة يجب البدء بجهود حثيثة كالدورات الرياضية الثقافية والعلمية والتأهيلية والخدمية لتنمية وتطوير قابليات الشباب، واحتضان مواهبهم ورعايتهم وصقل قدراتهم من أجل تطوير المجتمع، حيث إنه من البدهي لدى الجميع أن في مرحلة المراهقة والشباب تكون الطاقة الجسدية في أوجها، ومن الطبيعي أن يتسبب عدم استثمار هذه الطاقة في الضيق لدى هذه الفئات، ولا خير من الرياضة كمتنفس صحي يصقل العقل والجسد ويوجهه الشاب إلى اعتماد سلوكيات بناءة مثل الانضباط واحترام الوقت والعمل ضمن الفريق، والمنافسة الشريفة والتعامل اللائق مع الآخرين.

لا أقصد هنا توجيه اللوم لمؤسسة معينة بقدر ما أريد أن أوضح خطورة الوضع وأهميته، إلا أن ذلك لا يعفي أحداً في المجتمع من المسؤوليات، كما أنني من هذا المنبر أرفع صوتي إلى المؤسسات المسؤولة والمعنية برعاية الشباب لأسألهم، ألم يحن الوقت لإعطائهم حقهم من الرعاية؟ أليسوا أبناءنا ومن حقهم الحصول على مؤسسات مؤهلة تحتضنهم وتنتشلهم من الضياع وتشبع احتياجاتهم؟

 

belhoulderar@gmail.com

تويتر