من المجالس
مواجهة الأسئلة سلوك اختارته القيادة في الإمارات منذ أن فكّرت في إقامة مشروعها الاتحادي الأنجح في التاريخ العربي المعاصر. فوضع الشيخ زايد ورفاق دربه رحمهم الله جميعاً، أساس هذه الثقافة القائمة على الثقة بالنفس والرغبة في المكاشفة والإصرار على جعل تجربتهم أنموذجاً متاحاً لكل الأشقاء والأصدقاء.
على هذه القاعدة تحدّث صاحب السموّ رئيس الدولة قبل أسابيع عن طبيعة العلاقة بين أعضاء الجسد الإماراتي و هو يردّ بكل أريحية على كل التساؤلات،البريئة، وتلك المحتقنة بغيظ الحسد والاستعلاء، حول الأوضاع والخطط والبرامج الوطنية في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية، وعن طبيعة العلاقة بين أبوظبي ودبي على وجه الخصوص. فكانت الإجابات مفصلة وواضحة إلى درجة لا تَشكل إلا على أصحاب القلوب المريضة. ثم أتبع سموّه تلك الإجابات بخطوة على الأرض زار خلالها مدينة دبي واطّلع على منجزاتها ومشروعاتها، وليؤكد أن إنجازات دبي إضافة كبيرة إلى رصيد إنجازات الدولة على كل المستويات التنموية المستدامة.
وبهذه الروح المتوارثة، وبطريقته الخاصة التي عوّد الجميع عليها، جلس الشيخ محمد بن راشد أمام جهاز الحاسوب ليردّ من موقع رئيس مجلس الوزراء وليواجه الأسئلة، ويجيب على مقدّميها من دون توجيه لمسار هذه التساؤلات، وبعيداً عن أي انتقائية أو هروب، بل أعطى لكل سؤال جوابه، بمزيد من التفصيل أحياناً.
هذه الثقافة القائمة على الانفتاح، والثقة بالنفس، والشعور بالرغبة في التواصل مع الآخرين، والرغبة في تعميم التجربة، وتوسيع دائرة النجاح لكل من يطلبه.. هذه الثقافة أصبحت صناعة إماراتية بامتياز نتمنى أن تحافظ عليها قيادات الصفوف التالية لترسّخ مفهوم المبادرة وتوصيل المعلومة وتقديم تجربة اتحاد الإمارات العربية المتحدة في أبهى صورة وأقوى حضور.