من المجالس

عادل محمد الراشد

نسبت وكالة الصحافة الفرنسية إلى «جمعية الصحافة الحرة» الدنماركية أنها ستعرض للبيع ألف نسخة من أحد الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، التي تمّ نشرها في عام ،2005 وأثارت استنكاراً واسعاً لدى المسلمين في كل بقاع العالم. وستحمل هذه النسخ «الليمتد» توقيع الرسّام الذي رسمها، وسيكون سعر النسخة الواحدة منها 250 دولاراً أميركياً.

جرعة جديدة من الاستفزاز لا تحمل جديداً، وإنما تحاول إعادة تدوير الشريط، واجترار مشاعر الكراهية. ولكنه في الحقيقة ليس استفزاز المهاجم، بل ضربات اليائس المهزوم فكره والمرتدة عليه فكرته. وبالتأكيد لن يعجز مبدعو الشر عن إطلاق المزيد من بنات خيالهم المريض إذا أرادوا، ولكنهم مع ذلك عادوا إلى الأرشيف لينبشوا ركام أفكارهم التي أثارت اشمئزاز قطاعات واسعة من مواطنيهم قبل المسلمين.

ولا أظن أننا مطالبون بمجاراة من هذا النوع، لأن الفكر المريض المحاط بأوامر الشيطان كان حاضراً منذ ولادة البشرية، ولو التفت إليه الأنبياء والمرسلون والحواريون والأصحاب والدعاة منذ تلك الأزمان لما سارت قوافل الخير، ولما وصلت رسائل الإيمان، ولما انتشرت قيم المحبة، ولما ازداد إبليس غيظاً وحنقاً وحقداً على آدم وذريته. فلا أبلغ من رد القرآن الكريم عندما خاطب نبيه وهو يرسم له طريق الرد على مثل هذه الأباطيل قائلاً: {..ودع أذاهم وتوكل على الله..}. وعلى هذه القاعدة سار عقلاء الأمة ليردوا على سفهاء في الدنمارك وهولندا وفرنسا.. وغيرها من دول أوروبا المملوءة بالكثير من العقلاء والمنصفين كذلك. فكانت الضارة الأولى في 2005 أكثر نفعاً من خلال العديد من المواقع الإلكترونية التي ظهرت باسم النبي الكريم محمد صلى عليه وسلم، والكثير من الكتب التي تم تأليفها بالعديد من اللغات، والمزيد من جلسات الحوار لإيصال الحقيقة وتبليغ الرسالة.. ثم تلقي المزيد من الأسئلة والاستفسارات عن الإسلام ونبي الإسلام وعقيدة الإسلام من قبل شرائح من شباب ومثقفي الدنمارك وسائر دول الغرب والشرق.

حدث ذلك لأن العقل عاد إلى الفعل الإسلامي ليقود رد الفعل الذي كاد الشارع يجرفه مع هتافات الغضب ويحرفه عن أصل الرسالة. وهذا ما سيحدث بإذن الله رداً على الاستفزاز الأخير.

 

adel.m.alrashed@gmail.com

تويتر