ملح وسكر

يوسف الأحمد

ما الذي يحدث لفرقنا في دوري أبطال آسيا؟ ولماذا هذا المستوى والنتائج المخزية التي زادت الجرح جرحين بعد إخفاق المنتخب؟ فسقوط الشباب والأهلي في السعودية وفشل الجزيرة في تحقيق الفوز على أرضه، أمر يدعو للحيرة والقهر من تواضع أدائهم، في ظل الدعم والإمكانات المتوافرة لهم والتي لا تتوافر لدى نظرائهم الآخرين. فمشوارهم بعد هذه الجولة ازداد ضبابية وتعقيداً، و إذا ما ظل مستواهم متذبذباً ونتائجهم هزيلة بتلك الصورة، فخروجهم من الدور الأول أفضل من صعودهم ومواصلتهم المشوار إن تم بعملية قيصرية، وذلك حفظاً لماء الوجه وستراً للفضائح التي يتوقع أن يتعرضوا لها.

أما الملك الشرجاوي، فكان من المفترض ألا يغامر بالمشاركة في البطولة التي اتضح أنها أكبر منه، حيث بدا وكأنه لم يُهيأ ولم يُحضر لها جيداً، كيف لا؟ وهو الذي فقد نفسه وهويته في الدوري بالأساس.

على هذه الأندية أن تراجع الأسباب التي أوصلتها إلى تلك النتائج والمستوى الهزيل، بينما يتوجب على إدارة العنكبوت أن تحاسب الجهاز الفني وتسأل محترفيها الذين لم يقدموا ما يشفع لهم، رغم ما تم توافره لهم من عوامل من الصعب أن يحصل عليها الآخرون. في الوقت الذي بات لزاماً على جميع أنديتنا مستقبلاً أن تعيد حساباتها قبل الخوض في غمار هذه البطولة، لأنه اتضح عملياً أننا غير مؤهلين لمقارعة كبار آسيا، وياجماعة «ترى بسنا فضايح!».

قرعة بطولة كأس العالم للشباب في مصر، رسمت الأحلام الوردية للبعض الذي ذهب به الظن بتواضع خصومنا في المجموعة وسهولتها نسبياً مقارنة مع المجموعات الأخرى، حيث بدأوا بالمراهنة على حظوظ منتخبنا القوية وعدم وجود العقبات التي من الممكن أن تعرقله في مجموعته. هذا افتراض خاطئ وسيخالفه الواقع حينها لأسباب عدة، أهمها أن هذه المنتخبات لم تأتِ للمشاركة والسياحة فقط، ولن ترضى أن تكون فريسة سهلة للأخرين حتى لو كانت مغمورة كرويا، فهذه نقطة في غاية الأهمية ينبغي أن يفطن إليها المدرب واللاعبون وحتى اتحاد الكرة، لكي لا تتسرب الثقة المفرطة إلى نفوس اللاعبين من الآن. فلابد أن يتم تحديد هدف المشاركة التي ستبنى عليها مرحلة الإعداد والتحضير من خلال تهيئة اللاعبين ذهنياً وبدنياً لأجل تحقيق النتائج المشرفة ومواصلة تألقهم الآسيوي. فتجارب الماضي كفيلة بأن تكون درساً لهذه المجموعة التي لابد أن تتجرد وتتمرد على واقع منتخباتنا وأنديتنا الانهزامي الذي اعتدنا عليه في المشاركات الخارجية. فيا مسؤولي اتحادنا الموقر، إطلاق الوعود والتنظير والتصريحات ليست هي السبيل الذي سيقود هذا المنتخب إلى تحقيق الانتصارات والإنجاز المنشود، فقط العمل الجاد والتحضير المبكر هما أساس ونواة النتائج المرجوة، ابدأوا واعملوا من الآن قبل فوات الأوان!

أخيراً بخصوص المنتخب الأول، المسألة أصبحت واضحة للعيان ولا تحتاج إلى تلك الفلسفة الزائدة، العلة معروفة وتكمن في المدرب واللاعبين وطريقة اختيارهم. قلناها سابقاً ونعيدها يا «وجوه الخير» نحن لا نريد مدربا عالميا ولا «فضائيا»، نحن نريد شخصا يوظف إمكانات اللاعبين «صح» ويكون قريباً من فكرهم و أسلوبهم، وقبل كل هذا يجب أن تكون خياراته مبنية على أسس صحيحة وليست على قائمة جاهزة وأسماء معروفة، نريد مدربا تُترك له حرية اختيار اللاعبين من دون تدخلات أو إملاءات أو حتى مجاملات. فقد ضاع الكثير ونحن مازلنا نراوح بالمكان نفسه، ونعاني من علة الزمان حتى صار منتخبنا في خبر كان!

 

ya300@hotmail.com

تويتر