ابن النادي

ضرار بلهول

إن الاهتمام بالقاعدة وأقصد هنا «الناشئين» لأن البعض يسيء الفهم والظن، يعد من الأمور الأساسية لأي لعبة كانت من الألعاب الرياضية، ولكن المؤسف أن هذه الفئة لا تلقى أي اهتمام رغم أنها الركيزة الأساسية كما يعلم الجميع.

المرحلة السنية بحاجة إلى مدربين متخصصين في تهيئة وإعداد وتأهيل جيل المستقبل بكل الأساسيات المطلوبة لصقل مهاراته وفكره الاحترافي من البداية بحيث ينتقل إلى مرحلة الشباب جاهزاً، لكن ما يحدث الآن بكل أسف مجرد تخبّط! فعلى سبيل المثال تجد اللاعب (حرّيف الفريج أو الشارع) يرتدي الحذاء الرياضي للمرة الأولى ثم يتحول إلى لاعب أساسي في الدرجة الأولى، في حين أنه يفتقد أبسط أساسيات ومهارات اللعبة كخطوات التسلل مثلاً في كرة القدم! ما يؤدي إلى إهدار المزيد من وقت المدرب لتعليمه تلك الأساسيات! أليس من المفترض أن يكون لاعب الدرجة الأولى على علم بهذه الأساسيات البسيطة؟!.

أغالباً ما تسعى الدول المتقدمة إلى جلب مدربين متخصصين برواتب تفوق المدربين الكبار، وهذا سرّ تفوقهم الرياضي، هذا بالإضافة إلى البرامج والخطط التي يضعونها للناشئين وفق منهجيات مدروسة وأهداف موصولة. أما نحن، فقد أصبحت مسألة الاهتمام بالمواضيع التي تخص قواعد الناشئين في رياضتنا من الأشياء الروتينية! ولن أكفّ عن المطالبة بها كونها الأساس للنهوض بالرياضة المحلية.

لو تناولنا الموضوع بكل موضوعية وشفافية كما هو الواقع ستجدون أن قواعد الألعاب تعاني الأمرّين، وفي بعض الأندية مهمشة تماماً! والكلام هنا عن بعض الأندية المحترفة التي لا تحظى بأقل مقومات إعداد اللاعبين!.

نحن بحاجة إلى مكتشف للمواهب كما كان في السابق، لأن من الملاحظ أخيراً تسجيل لاعبين يفتقدون الموهبة الحقة، فليس كل من ركل الكرة لاعباً! فنجم المستقبل يجب أن تكون لديه المهارة العالية، ثم يأتي الصقل بالتدريب تحت مدربين متخصصين، ويجب على الإدارات الاهتمام بالقاعدة وجلب مدربين أكفاء لدرجة الأشبال والناشئين والشباب لأنهم أساس الفريق الأول؟.

بعض أنديتنا جعلت من الاحتراف «انحرافاً» جراء فهمها السلبي التام له والمتعجرف! فهم يقولون: «لا داعي لكي نتعب على لاعبي الشباب لدعم الرجال إذا كنا نستطيع شراء اللاعب الذي نحتاجه وقت ما نريد»، وأنا أقول لهم «بدرهمك المنقوش لا بالعزائم»، أو قول بعض الفلاسفة «لا يوجد في الوقت الحاضر شيء اسمه ابن النادي»، فهل ستوصلنا هكذا عقلية لمجاراة الأرجنتين والبرازيل؟! طبعاً إن وجدت تلك العقلية!.

رغم كل ما يجري لم أفقد بعد الأمل بإمكانية تصحيح الخطأ، متأملاً حضور شخصية مسؤولة تضع مصلحة الوطن نصب عينيها. ونحن نطالبهم بتنفيذ وعودهم بوضع الخطط الاستراتيجية للمرحلة المقبلة، وبرعاية الموهوبين وإعادة إحياء بطولات المدارس والاستفادة منها حق استفادة.

إذاً، أسرعوا وأنقذوا رياضة الإمارات قبل فوات الأوان، وقبل أن يقع الفأس في الرأس، فقد بدأ الوقت ينفد منكم.

 

belhoulderar@gmail.com

تويتر