موازين مقلوبة!

ضرار بلهول

تطرقتُ في السابق إلى الفساد الرياضي، واليوم أجد نفسي منساق للكتابة عنه من جديد، فما أبعدنا عن الروح الرياضية التي تبني الأجيال، والتي تؤمن بأن المحاولة بالطرق المشروعة فقط هي حق للجميع، وكذلك الفوز أيضاً حق مشروع للأفضل دائماً، ولكن واقعنا الرياضي لا يبشر بالخير! بسبب استمرارية حالة التردي نحو الهاوية وحالة الإحباط المستمرة التي تخنق الكثير منا، ولا نجد من يمدنا بـ«بصيص أمل» أو بمحاولة إصلاحية مدروسة وجادة! بل نجد من يدعم الفساد الرياضي ويحافظ على استمراريته وكأن الرياضة في وطننا ملك له ولأتباعه!.

أبكل أسف لاتزال تلك التصرفات المبنية على المصلحة الشخصية مستمرة! بل إن البعض يستغل مركزه الإداري الرياضي في تمرير أمور فوق العادة! كتسخير الموارد البشرية والمالية في الأندية والاتحادات «لحاجة في نفس يعقوب»، أو مصالح شخصية مستمرة!. ومازالت ممارسة سياسة ازدواجية المعايير أو الكيل بمكيالين «امشي حق فلان والعن أبو خامس فلان» مستمرة! ومازالت تصفية الحسابات الشخصية التى تقضي على روح التنافس الشريف بين الإدارات ونظيراتها مستمرة! لنعيش مبدأ أنت هدفي المقبل. سنلتقي إما أن تقضي علي أو أقضي عليك!.

لقد اختلت الموازين وانقلبت المفاهيم وأصبحت كلمة «الباطل» تعريفاً للحق وكلمة الحق توصيفاً للأهواء النفسية والشخصية! واختفت روح التنافس الشريف وأصبحت الساحة الرياضية تصفية حسابات! فماذا ترانا نصف هذا الوضع السائد؟! أليس هذا هو الفساد الرياضي بشحمه ودمه ولحمه؟ وما هو المطلوب من الذين وضعهم أو قذف بهم حظهم السيّئ وقُدر لهم أن يعيشوا هذا الكابوس والواقع المظلم؟ هل المطلوب أن يستمتعوا بمشاهدة ما يرونه وأن يصفقوا ويضحكوا، أو ربما يجبأ أن يشاركواأ في هذه المهزلة حتى لا يتهموا بعدم الموالاة أو يوصفوا بالخيانة؟! أو أن يلتزموا بالصمت والفرجة وأن يعيشوا آمالهمأ في الحلم، أو ربما يجب أن يستسلموا ويسلموا أوراقهم ويرحلوا بعيداً عن الرياضة!أ

أإلى متى ستظل موازيننا مقلوبة ومفاهيمنا «عويا» أقصد معوجة؟ إلى متى سنقبل باستمرار تدني أوضاعنا الرياضية واستمرار تفشي الفساد الرياضي فيها بكل أشكاله؟

ألا يمكن للحلم أن يتحقق ولا يمكن للواقع أن يتغير من نفسه، فلابد من وجود أيادي بيضاء نظيفة تتدخل وتقضي على منابع الفساد الرياضي، وتجند طاقات قوية نظيفةأ قادرة على الاستمرار في التصدي لكل من يحاول الإضرار بالرياضة في بلدنا، لتعود الموازين إلى وضعها الصحيح وتصبح ثقيلة يصعب قلبها.

 

belhoulderar@gmail.com

تويتر