«مديروووه»

ضرار بلهول

إن ما قاله الوالد والقائد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه: إن «القائد الحقيقي هو الذي ينظر إلى شعبه نظرته إلى أفراد أسرته، يلاحظها دائماً ويتابعها ويسأل عنها».. نعم نحن في عالم الرياضة نفتقد بشدة إلى القيادة الخادمة، أو نهر العطاء المتدفق والذي لابد أن يجرف ويوحد جميع طاقات الأفراد بأسلوب متناسق ومتناغم باتجاه الأهداف التي حددتها القيادة الخادمة. وبلغة أبسط لنسترجع مسلسل «درب الزلق» الذي على الرغم من قدمه، فإنه مازال يقدم لنا الكثير من المواعظ، فعندما أطلق الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا، الذي كان يلعب دور حسين بن عاقول لقب (مديروووه) على مديره المتسلط ليعكس واقعنا الاجتماعي والرياضي المرير مع بعض من هؤلاء (مديروووه) وأقصد هنا الرئيس أو المدير الأوحد أو ما يسمى القيادة الهرمية الاستبدادية.

هذا هو لسان حال واقعنا الرياضي، فقد ابتلينا بأشخاص يعتبرون النظرة الفولاذية، والوجه العبوس، وتكسير المجاديف والتسلط والانفراد بالرأي سمة من سمات القيادة الناجحة، ويتصرفون كأن هذه الاتحادات والأندية ملك خاص بهمأ لتصبح السلطة التي منحت لهم غاية وليست وسيلة وامتيازاً شخصياً لا أمانة وواجباً قومياً، وليتم كل يوم تحريف الامور حسب ما يتماشى مع أهوائهم ونزواتهم ليصل بهم الحال إلى أن يقنعوا أنفسهم بأن ما يقومون به من تخاذل وعناد من أجل المصلحة العامة؟ (يصدق كذبته) فيحلون لأنفسهم ما لا يحلونه للغير! فربما (مديروووه) لا يعي أو ربما لا يريد أن يعي نتائج وخطورة تلك الضغوط والتسلط غير المسؤول على إنتاجية وأداء المرؤوسين.. وتستمر معاناة القطاع الرياضي ويستمرأ الإصرار على الخطأ والتمادي في الباطل، ويعظم الخطأ أكثر حين يحاول صاحبه إيجاد المبررات ليوهم نفسه ومن حوله بأنه لم يخطئ أصلاً. (ويا كثرهم عندنا في الرياضة).

نحن بحاجة ماسة الى قيادات خادمة معطاءة، تحفز الناس على العمل باختيارهم، تتحركأ وتتفاعل مع محيطها وبيئتها، وجوها الذي تعمل فيه أخذاً وعطاءً ولا تتحرك أبدا وحدها في الفراغأ نحن لا نريد أبدا نسخاً مستنسخة لـ(مديروووه).

عزيز القارئ، إنها إعاقات نفسية للطاقات وتعرف محلياً بـ(مديروووه)، الذي دائما على حق و(حسينوه وسعد) أقصد المرؤوس على خطأ وهم الصادقون وغيرهم كاذبون! ولعل أهم أسباب ذلك هو عدم تحقيق مبدأ الرقابة اللاحقة لمن ولي منصبا وظيفيا، رغم أن مبدأ الرقابة اللاحقة الهدف منه الحد من إساءة استخدام السلطة أو الجنوح بها من دون حسيب أو رقيب.

belhoulderar@gmail.com

تويتر