ملح وسكر

يوسف الأحمد

كل الأربعة سقطوا وفشلوا في أول اختبار لمشوارهم الآسيوي. خسارة وتواضع مستوى أثار الشفقة، هما محصلة فرقنا الأربعة من تلك اللقاءات. فالشارقة والشباب سقطا في إيران، فالأول انهار في دقائق كانت كفيلة في أن يخرج منها الملك بفضيحة تاريخية. أما الشباب فقد خسر لأنه لم يهيئ نفسه للفوز ودخل اللقاء بمبدأ ( يا صابت يا خابت)، حيث خابت معه التوقعات والآمال التي وضعت فيه كونه بطل الموسم الماضي. بينما كان الأهلي مستسلماً ويائساً أمام الفارق الجسماني للأوزبكيين، فلم يكونوا الفرسان ولا حتى الشياطين الذين عرفناهم سابقاً، فشتان الفارق ما بين أدائهم وروحهم بالأمس وبين ما ظهروا عليه أمام الجزيرة في الدوري.

بينما كانت فرقة العنكبوت في برج نحسها، وقطعت حبل الأمل الأخير الذي تبقى بعد خسارة الثلاثة قبلها. فالخسارة كانت موجعة كونها على أرضنا وفي الأنفاس الأخيرة من المباراة، في الوقت الذي عجز فيه مهاجموا الجزيرة عن هز شباك أم صلال. تلك النتائج المخيبة والمحبطة كانت بمثابة الصدمة للشارع الرياضي، وهي مؤشر ودليل على ضعف مستوياتنا وعدم قدرتنا على مجاراة الآخرين في الخارج. فقد أوهمنا أنفسنا بخدعة كبيرة بأن دورينا الأقوى والأفضل،حيث كانت كذبة من البعض وصدّقها الآخرون، والنتيجة أن مشاركتنا الخارجية كان عنوانها فشل بامتياز!

إعلان اتحاد الكرة عن موقفه الرسمي تجاه ترشيح عضو القارة الآسيوية للجنة التنفيذية الدولية في «الفيفا»، وضع حداً للتكهنات حول اتجاه الصوت الذي سنقدمه ونمنحه لطرفي المنافسة لنيل هذه البطاقة، التي يدور الصراع والتنافس عليها بين القطري محمد بن همام والبحريني سلمان بن خليفة. القرار في مجمله كان صائباً وموفقاً وفيه تغليب للمصلحة والفائدة التي من الممكن أن تعود على كرة المنطقة والقارة بشكل عام. فخبرة بن همام الواسعة وجهوده الواضحة في تطوير الكرة الآسيوية فرضتها النتائج والواقع الذي يؤكد كفاءة هذا الرجل وإخلاصه لهذا المنصب الذي لم نشعر ولم نحس برئيسه طوال ما قبل عهده. لذلك كان من الطبيعي أن يكون صوتنا يصب في خانته، فالمنطق والعقل يقولان هكذا أيضا، نظراً للفارق والفاصل بين خبراته وعلاقاته عن منافسه البحريني (مع كامل التقدير له) والذي وضع دول المنطقة في جدل وحيرة لتحديد تجاه صوتها. فاللبيب يفطن اسباب دخوله على خط التنافس والترشيح، حيث ظهر فجأة في حلبة سباق المنافسة، بعد تشجيع وتوجيه مختزل بضوء أخضرمن قصر السلطان ومعقل الفهد!

في أحيان كثيرة لابد أن يكون هناك ضحية وكبش فداء للتستر على الأخطاء وكبح جماح النفوس الهائجة، التي لا تهدأ إلا بجرعات مخدرة وقتية. وفي أنديتنا حينما تسوء وتتدهور النتائج عادةً ما تكون إبرة التخدير للجماهير هي إقالة وتفنيش المدرب، الذي يجد نفسه فجأة من المغضوبين عليهم وغير مرغوب بهم، حيث إنه يكون أسهل وأسرع وسيلة لتغطية العيوب والتستر عليها، من خلال تحميله وزر هذه الأخطاء وتردي النتائج. مشكلة أغلب أنديتنا أنها لا تشخص داءها بقدر ما تهرول نحو الدواء الذي يكون وقتياً تزول فاعليته بعد أول أوثاني مباراة من التغيير، والأمثلة كثيرة بيننا. صحيح أن هناك إقالات وتفنيشات يفرضها المردود الفني والحالة العامة للفريق، إلا أن غالبيتها عكس ذلك، مسبباتها وعوارضها معروفة ومرتبطة بأمزجة اللاعبين ومدى قبولهم للمدرب، كحالة الزواوي بين الشارقة والشعب مثلاً. فما يحدث لدينا هو امتداد طبيعي لفكر الهواية الذي مازال معشعشاً في عقول وأذهان اللاعبين ومعظم إدارات الأندية التي أصبحت بحاجه إلى (غسيل فكر) لمواكبة ما يحدث من جانب، ولإيقاف نزيف الهدر والاستنزاف لخزائن الأندية التي بات بعضاً منها قريباً من حد الإفلاس!

ya300@hotmail.com

 

تويتر