«وين الجماهير»

كفاح الكعبي

نشتكي كثيرا من عدم وجود الجماهير في ملاعب كرة القدم بالدولة، فأهم سيئات عصر الاحتراف هو خلو ملاعبنا من الجماهير التي كانت في يوم من الأيام ملح البطولة وبهاراتها، فعندما يصل عدد الحضور في مباراة إلى الـ200 متفرج بالتأكيد ستفقد هذه المباراة حلاوتها ورونقها وعطاء اللاعبين فيها، البعض يلقي باللائمة على الأندية وعلى عدم قدرتها على توفير الخدمات الكافية للجماهير من أكل وشرب ومتعة وتسلية، في حين أنه في كل دول العالم عندما نذهب لحضور مباراة في أي دوري أوروبي، فإنه بإمكاننا الأكل والشرب والاستمتاع بأرقى المأكولات والمشروبات واصطحاب الأسرة وقضاء يوم ممتع لأن النادي ليس فقط للعب الكرة، ولكنه مكان اجتماعي مميز ينتظر البعض سنين عديدة حتى يحصل على عضويته والالتحاق بجماهيره المنظمة، ليس ذلك فقط، بل إنك تشاهد مجمعا تجاريا حول النادي يزخر بأنواع المحال والماركات التجارية كافة، التي تشد الجماهير في وقت إقامة المباريات، وأثناء العطلات تصبح مجمعات تجارية ناجحة، فمتى ستتحول أنديتنا ولو بالتدريج لتوفير، على الأقل، جزء قليل من هذه الخدمات، ولماذا يحرم المشجع من شرب الماء وتناول الغذاء، ويضطر إلى تهريبه بصورة غير شرعية إلى داخل الملاعب، ومتى سنحول المساحات الخالية في وسط أنديتنا إلى مطاعم وكافيتريات حديثة تقدم خدمات للزائرين، حتى يتكرر حضورهم ومشاركتهم ويغادروا كراسي المقاهي و«الشيش» التي لم نستطع إلى الآن ومن خلال ما مضى من أيام الدوري دفعهم لتركها.

وتصوروا أن هذا العزوف يحدث في ملاعب كرة القدم، فما بالكم بالألعاب الأخرى، وخصوصا ألعاب الصالات مثل اليد والطائرة والسلة، بالتأكيد محنة هذه الألعاب اكبر وأعمق، فعدد المتابعين لها يتناقص باستمرار، ومستوياتها والاهتمام بها يتضاءل، والظلم الذي تتعرض له والتجاهل يفوقان معاناة كرة القدم بكثير، لذلك يجب أن نفكر بطرق لإعادة المشجعين للملاعب، فلقد أثارني قبل أيام مشاهدة ملاعب كرة اليد الأوروبية وهي مملوءةعن بكرة أبيها بالآلاف في كل المباريات، بينما صالاتنا يبلغ عدد روادها بالعشرات والمئات في أحسن الحالات، للعلم في الثمانينات كانت صالاتنا مملوءة بالجماهير من عشاق ألعاب الصالة، وكان هناك تذوق لها بينما اليوم مازلنا نعاني، ولا أعرف الطريق الحقيقي الذي سيعيد مشجعينا إلى الملاعب الرياضية، لذلك يجب أن نعمل دراسات وبحوثا ميدانية لنكتشف الأسباب المؤدية إلى هذه المشكلة المستعصية.

ويجب أن نصر على أن سعر تذاكر الدرجة الثالثة كما أوصت رابطة المحترفين هو 10 دراهم فقط لا غير، كخطوة أولى لتهيئة الملاعب للعودة لاستقبال الجماهير، ثم السماح للأندية بافتتاح مطاعم ومجمعات تجارية وترفيهية داخل الأندية وخارجها، مع الاهتمام بتقديم حوافز للمشجعين كما كان يحدث في السابق.

 

kefah.alkabi@gmail.com

تويتر