أقول لكم
كتب أحدهم أنني خسرت الفيلا الخاصة بي في أحد منتجعات «ميامي» الأميركية، وعندما سألته عن مصدر معلوماته، قال إنه استنتج ذلك عندما شاهد الشعر الأشيب يغطي وجهي في الصورة المنشورة أخيراً، وقد خاب المستنتِج باستنتاجاته، لكن الشائعة التي أطلقها كبرت، من شخص إلى شخص يضاف استثمار جديد ضائع، وحتى الطائرة الخاصة لم تسلم، قالوا إن البنك سحبها لعدم سداد الأقساط، بينما المطار يطالب بالحجز عليها لتراكم رسوم الأرضية، أما حديقة الحيوانات التي أملكها في إحدى المدن الأوروبية فقد طُبّقت عليها قوانين حماية الكائنات المعرّضة للانقراض بعد أن أوقفت تمويل الحديقة وكادت حيواناتها أن تموت جوعاً.
تكبر الشائعة إذا لم نواجهْها، هكذا قلت لنفسي فاتخذت قراراً بسرعة العودة مرة أخرى لكتابة هذه الزاوية، وأن أترك الصورة التي ترونها كما هي، تزينها لحية سوداء بسواد ليل غاب عنه القمر، ولمسات تخفي كل أثر للسنين «الانتكاسية»، وفي المقابل أمتنع عن التصوير حتى أجد علبة واحدة من ذلك «الصبغ» العجيب الذي يجدّد «الصبا»، الخارجي فقط لا غير، فالحقيقة أن الشركة المنتجة هي التي ضربتها الأزمة المالية كما يبدو، ولكن أصحاب الشائعات الذين لا يتعبون من الاستنتاجات المغلّفة بالأكاذيب ركّبوا الأزمة على علاّقتي، ربما لأنهم اعتبروني رمزاً سهل الصيد، أو لأنهم يرون «البراءة» في تفاصيل وجهي الذي تنظرون إليه الآن، ويوم أمس انهالت علي المكالمات ورسائل الترحيب، وكان قليلها صادقاً وكثيرها «غامزاً ولامزاً» ولم ينسَ بعضهم أن يرسل لي أدعية إزالة الهم والكرب، وكدت أن أصدّق فعلاً أنني كنت ضحية من ضحايا الأزمة العالمية، وبدأت أفتش في أوراقي، فإذا بكل شيء في مكانه، وكل ما حولي هو نفسه، بيت قديم مستأجر، وسيارة عمرها سبع سنوات، ودفتر شيكات لا أخاف عليه من الفقد أو التزوير لأنه غير قابل للتفعيل، وتذكرت الناس، إنهم يستحقون العذر أكثر من غيرهم، لأنهم لم يجدوا غير الشائعة مصدراً للأخبار، بينما الذين يعرفون الحقيقة يتكتّمون. وبحسن نية مبنية على أهداف خبيثة شاعت الشائعة، وتلوّنت، ثم فصّلت، بحسب المقاسات والأحداث والتحركات وعدد الابتسامات ومرات الظهور والاختفاء، فقررت أن أظهر من جديد!!