«منحازون حتى في الرياضة»

كفاح الكعبي

من حقهم أن يمنعوا من شاؤوا للمشاركة في الكثير من الأحداث الرياضية والسياحية بسبب ومن دون سبب، ولكن إذا مارست دولة عربية هذا الحق في منع مَن ترى أن مشاركته كما قال مدير بطولة دبي المفتوحة للتنس صلاح تهلك: إنها لن تكون في مصلحة اللاعب أو مصلحة الجمهور، فإن الدنيا تنقلب وتصبح الرياضة في خطر بسبب منع لاعبة إسرائيلية وممكن منع لاعبين آخرين من المشاركة ببطولة هذا العام، فالشعور العام في العالم العربي ما زال يتذكر قصف الطائرات الإسرائيلية لغزة لمدة ثلاثة أسابيع وقتلها لما يزيد على 1300 فلسطيني وإصابتها الآلاف من المواطنين العزل والأطفال والنساء، فكيف بالله عليكم سنسمح للاعبين إسرائيليين بالمشاركة في هذه البطولة أضف إلى ذلك أنه ليست هناك علاقات دبلوماسية بين دولة الإمارات وإسرائيل، ثم من يضمن ردود فعلنا نحن الجماهير العربية لمتابعة لاعبة أو لاعبين إسرائيليين بعد كل هذه الممارسات الوحشية التي مورست قبل فترة قصيرة جدا، لذلك فيصعب علي أن أتفهم لماذا يركز الإعلام الأجنبي والغربي بالذات على منع البطولة لاعبة إسرائيلية، مع أن الهدف من إبعادها جاء في مصلحتها، فهذه اللاعبة نفسها شهدت احتجاجات وهتافات العديد من المشجعين ضدها في البطولة التي أقيمت قبل أسابيع عدة في نيوزلندا، لذلك فقد أثارت كل هذه الاعتبارات قلقاً على سلامة اللاعبة ويمكن أن يثير حضورها الكثير من الاحتجاجات، فالكل يطالب بعدم خلط الرياضة بالسياسة ولكنها عملية صعبة جداً فكم مرة قامت الدول الغربية بمنع لاعبين من دخول دولها لعدم قدرتهم على الحصول على «فيزا »، فلماذا حلال عليهم وحرام علينا؟! والذي أستغرب منه هو الصحافيون الأجانب الذين تركوا متابعة البطولة ونتائجها للحديث والسؤال عن اللاعبة الإسرائيلية في كل المؤتمرات الصحافية وكأنها شغلهم الشاغل، أما تهديدات مجلس إدارة اتحاد لاعبات التنس المحترفات واتحاد التنس للمحترفين وقيام إحدى الصحف بسحب رعايتها فلن يكون طريقة ناجحة للضغط علينا لتغيير أفكارنا ومبادئنا وقيمنا الثابتة وغير القابلة للنقاش بهذا الشأن.

بالتأكيد هناك تهديدات بسحب بطولة تنظيم دبي، وهناك العديد من التصريحات الأجنبية ومن أكثر من جهة بسبب عدم منح اللاعبة الإسرائيلية بير تأشيرة دخول للدولة، ولكن موقف اللجنة المنظمة للبطولة ثابت ولا يتزحزح بأن إعطاء التأشيرة قرار سيادي لا مفاصلة فيه، فهذه البطولة أثبتت نجاحها منذ انطلاقها قبل تسع سنوات، وأصبحت من أهم بطولات التنس في الشرق الأوسط، ويكفي أنها في الكثير من الأحيان قامت باستقطاب اللاعبات العشر الأوليات على الترتيب العالمي لتنس السيدات، فلقد أصبحت دبي بحد ذاتها اسماً يرغب الجميع بالتعرف إليه عن قرب، مباراة يوم أول من أمس، بين سيرينا وليمز والايطالية سارا، كانت رائعة وشدت انتباه ومتابعة الجميع، حيث تمكنت الايطالية من الفوز بالشوط الأول بعد أن قدمت مباراة كبيرة، ولكن خبرة سيرينا وليمز الأميركية السمراء وقوة ضربات إرسالها والضربات الساحقة، جعلتها تعود للمباراة لتتعادل ثم تفوز بالشوط الثاني بسهولة، بعد أن صدمت الكثير من معجبيها وعشاقها في الشوط الأول، حيث لم تتوقع الهزيمة المفاجئة.

بالأمس أعلن فيدرر انسحابه من بطولة الرجال بدبي بسبب الإصابة وهناك احتمال أن يعتذر رافائيل نادال للسبب نفسه، ولكن وجود ستة من أفضل عشرة لاعبين في العالم، يعد أحد أسباب النجاح والإقبال الجماهيري على البطولة.

 

kefah.alkabi@gmail.com

تويتر