حمار الحب

سالم حميد

طالعتنا صحف عربية على خبر مثير من مدينة الرمثا الأردنية، حيث قامت جمهرة غفيرة من السكان بطلاء حمار باللون الأحمر، ليعلنوا رفضهم ليوم الحب جملة وتفصيلاً، حيث عبروا في اليوم الموافق ليوم الحب عبر عرض الحمار المسكين أمام المارة في البلدة، عن اعتراض على تبادل العشاق وروداً حمراً، وتسخيفاً لهذه المناسبة.

ربما تكون هذه الحادثة مضحكة، لكن في كل عام ومع احتفالات العالم بعيد الحب او ما يسمى بالفالنتاين تثار زوبعة قديمة جديدة حول صوابية الاحتفال أو المشاركة في هذا اليوم، البعض يقاطع هذا اليوم باعتباره وبالاً قادماً من الغرب، ويعتبرها بدعة شيطانية تحرض على مدخلات سيئة في مجتمعنا، بل يذهب آخرون إلى محاربة هذا اليوم والتعرض لمن يحتفل به بحجة أنهم يتبعون نهج الغربيين.

وفي كل عام لا يكل ولايمل مجرّموا كل من يحتفل بهذا اليوم، من السودان إلى الأردن إلى مصر إلى الإمارات وفي كل البلدان العربية والإسلامية، لكن الخطير أن تصل هذه التهديدات إلى التهديد بالقتل، حيث تقوم جماعات أصولية وفي تزامن مع هذا العيد في الجزائر وبلاد أخرى، ببث تهديداتها بالقتل ضد المواطنين لإثارة الرعب فيهم، وقد حدث وقتل العديد من المواطنين في السنوات السابقة لاحتفالهم بعيد فالنتاين.

ما أغربنا وأغرب طرقنا حين نريد التعبير عن الاستياء من شيء، أو حتى محاربة ظاهرة ما، وهذا يذكرني كيف تمت محاربة المسلسلات التركية باعتبارها خطراً يهدد المجتمع، لنقوم عبر هذه النوعية من الأساليب الغريبة بحملة إعلانية مجانية ولنشجع أكثر الجيل الشاب عبر مبدأ «كل ممنوع مرغوب»، وتخلوا طرقنا من أي منهجية أو خلق بدائل لمجتمع يبدو أنه تواق للحب ومشاهدة المحبين نظراً لما يعانيه من عقد وهموم ومشكلات.

ثم اني أخشى أيضاً أن تقوم منظمات «حقوق الحيوان» الناشطة في الغرب، بالدفاع عن حمار الحب لما لتلك الفعلة من انتهاك واساءة لهذا المخلوق، الذي ربما يحتفل أيضاً بطريقته الخاصة بيوم الحب ليقلب عليه يومه، ويمسي فرجة للجميع. وتحضرني هنا دراسة نشرتها الصحافة، حيث يؤكد الصندوق العالمي لحماية الطبيعة انه لا يقتصر تبادل الهدايا بين المحبين على البشر، بل يمتد أيضاً إلى الحيوانات، وتضيف الدراسة أن الهدايا بين الحيوانات تتزايد خلال موسم التزاوج، وإن الهدايا ذات الطعم الطيب من الأمور المحببة للغاية بين القرود، ومن العادات المتعارف عليها لدى بعض أنواع طيور البطريق أن يقوم الزوجان سوياً ببناء العش، ويهدي كل منهما الى الآخر المواد اللازمة لبناء العش.

 

 salemhumaid.blogspot.com

تويتر