ملح وسكر

يوسف الأحمد

لاشك أن الصدمة التي أصابت الشارع الرياضي بفعل نتائج المنتخب الأخيرة، قد ولّدت حالة من الاحتقان والاستياء تجاه المستوى المتذبذب للأبيض في الفترة المنصرمة. المسببات والعوامل عديدة، وقد اشبعها الوسط تحليلاً وتفسيراً. إلا أن المشكلة الأساسيةه تكمن في قناعات معينة مرتبطة بأسماء وألوان متعددة، أصبحت قاعدة ارتكز عليها العمل الإداري والفني منذ سنوات. لذلك فإن مراجعة الأوراق وإعادة الحسابات مطلب ضروري لإصلاح الوضع قبل انهياره، رغم توافر الإمكانات والدعم والاهتمام «المحسودين عليه» والذي من المفترض أن يتم توجيهه لتغليب المصلحة العليا. في الوقت الذي لا بد أن تتم فيه من مراجعة وتقييم عمل مدير الجهاز الفني الذي أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن قدراته انحصرت في مهام معينة وعند نطاق لا يستطيع كسره أو تجاوزه!

الأخطاء التحكيمية واردة، وهي جزء من اللعبة، حيث العرف السائد في عالم المستديرة، ولكن حينما يكون الخطأ مؤثراً وذا مردود سلبي على أحد الطرفين، فإنه لا يعتبر خطأ بقدر ما يعد ظلماً وإجحافاً بحق المتضرر، فالجولة الماضية من دور الثمانية لبطولة كأس رئيس الدولة شهدت بعض الهفوات من قبل طاقم التحكيم، حيث كان أكثر المتضررين منها فريقي الخليج وبني ياس، اللذين راحت جهودهما هباءً منثوراً. فالأول حُرم من ضربة جزاء واضحة قبل نهاية الوقت الأصلي من المباراة بدقائق معدودة، حيث كانت كفيلة بترجيح كفته ومنحه الأفضلية بالتأهل وإقصاء فريق الظفرة. بينما تجرع فريق بني ياس مرارة الأخطاء التحكيمية، فقد كان حكم اللقاء قاسياً بعض الشيء في بعض قراراته التي انعكست بالسلب على الفريق السماوي وتحديداً حالة الطرد المشكوك فيها وبعض «الفاولات» العشوائية المحتسبة أمام مرماهم. عموماً هذه أخطاء واردة دائماً في كرة القدم، فلابد أن يكون هناك ضحية يتحمل وزر تلك القرارات، التي لا يملك بعدها إلا أن يرضى بنصيبه منها ويحتسب على الله ما وقع عليه من إجحاف وظلم، سواء كان بقصد أو من غير قصد!

التعليق مهنة رائعة وذات مسؤولية كبيرة، ومن يمتهن هذا العمل يتحمل عبئاً كبيراً في سبيل إرضاء الجميع، انطلاقاً من قاعدة الأمانة والحيادية والاتزان عند القول، إلا أن بعض هذه الصفات قد سقطت ربما سهواً من عند البعض منهم، بل أن الآخر (الجدد) منهم لا نعلم سر صراخه وتهويله لأمور وأحداث لا تحتاج إلى تلك المبالغة، خصوصاً لو كانت المباراة هامشية بلا طعم أو لون. لذا فإنه يفترض أن ترقى هذه الفئة بمستوياتها لتكون في منأى عن الشبهات وتكسب احترام المشاهد، الذي يضطر في بعض الأحيان إلى إغلاق باعث الصوت من التلفاز لإراحة إذنيه من ذلك النشاز الذي يسمعه!

أخيراً في مسألة تسيب اللاعبين وسوء انتظامهم مع الأندية، فهذ مشكلة شائكة تحدثنا عنها مراراً، واشرنا إلى أن أسبابها مرتبطة بالنظام واللوائح الداخلية للأندية نفسها، التي رفعت شعار الثواب وغيبت مبدأ العقاب الذي يعتبر كفيلاً بضبط سلوك اللاعبين، الذين وجد بعض منهم في الأندية مرتعاً لتلبية رغباتهم وطلباتهم، تكيفاً مع أمزجتهم وشهواتهم التي تروق لهم، الأمر الذي كبد الأندية الكثير، وجعلها تعيش في دوامة المعاناة والحيرة في كيفية التعامل مع هذه النوعية من اللاعبين.

Ya300@hotmail.com

تويتر