خسارة.. إثارة من دون جماهير

كفاح الكعبي

كانت جولة الدور ربع النهائي من كأس سيدي صاحب السمو رئيس الدولة مثيرة وحماسية وممتعة لأقصى درجات الإمتاع، ولعل تقارب المستويات، وحماس الفرق بعد عودة دولييها للمنافسة خلق نوعا من التشويق لذلك استمرت ثلاث من المباريات الأربع لما يزيد على الساعة والنصف لتنتهي اثنتان منها في الوقت الإضافي، بينما لم تحل مباراة أصحاب السعادة والعنكبوت

الجزراوي إلا بالضربات الترجيحية، فيما انتهت المباراة الرابعة بين الشباب والشارقة في وقتها الأصلي، ولكن النتيجة كانت متقاربة ولم تبتعد عن فارق الهدف الواحد إلا لدقائق عدة. والحقيقة أن مباراتي الوحدة والجزيرة والعين وبني ياس كانتا الأكثر إثارة، ففي الأولى كانت الإثارة متوقعة، أما في الثانية فلم يتوقع الكثيرون أن يصمد ويبدع بني ياس بالصورة التي شاهدناه أمام الزعيم الذي اثبت انه كبير، فهو الفريق الوحيد الذي مازال يحارب على الجبهات الثلاث، ولديه حظوظ كبيرة للفوز بأي منه، لذلك فقد نجح في حسم معركته مع بني ياس في الدقيقة القاتلة، وهذه هي سمة الفرق الكبيرة، فمستوى الأداء بشكل عام كان أكثر من جيد، ولكن المشكلة والطامة الكبرى كانت في الجماهير التي غابت عن الملاعب بشكل مخجل وفي المباريات الأربع، رغم أن مواقع المباريات كانت في ابوظبي ودبي، أي في أماكن قريبة من الجميع، وكان مستوى الأداء رائعا ومثيرا وحماسيا، والملاعب معدة لاستقبال هؤلاء بكل رحابة صدر، ومع ذلك مازلنا نعاني من عدم تواجد الجماهير، حيث أصبحت هذه المشكلة تؤرق الاتحاد والرابطة، لأن أي مسابقة من دون جماهير تعني فشلا تجاريا وتسويقيا، فمقياس نجاح أي بطولة هو عدد الجماهير التي تستطيع أن تجتذبها في مبارياتها وسباقاتها المختلفة. وصدقوني أنا مع الآراء التي تقول انه إذا لم تتحسن أعداد الجماهير في الملاعب يجب أن نقوم بحلول صعبة عارضناها عندما طرحت في السابق، ومن أهمها التشفير وعدم نقل المباريات المهمة في المسابقات المختلفة، سواء من تتبع للرابطة أو من تتبع منها للاتحاد، فمن يحب الرياضة بشكل عام والكرة بشكل خاص عليه أن يسعى إليها لا أن تسعى إليه، فقد تعودنا على «البلاش» حتى لم نعد نحس بطعم الأشياء، لذلك فأنا اقترح التشفير الذي يكرهه الكثير من الجماهير إذا لم نستطع جذب محبي هذه اللعبة للتعلق بها أينما كانت. فقد شاهدنا عشاق الكرة في أوروبا والأميركتين وهم يدفعون الكثير لمتابعة فرقهم أينما كانت، بينما مشجعينا مازال الكثير منهم لا يأتي لولا «وجبة الكنتاكي» والمواصلات والدراهم المعدودة، وبدلا من أن يدفعوا للدخول ندفع لهم حتى يصفقوا ويغنوا ويرددوا اسم ناديهم لساعات عدة.

بالتأكيد هذه الجولة المنتهية من الكأس هي جولة الحراس المتألقين مثل حارس الوحدة والجزيرة والخليج وبني ياس والعين، فالحراس أجادوا وأبدعوا وقدموا مستوى رائعا، خصوصا علي ربيع الذي قدم أجمل عروضه هذا الموسم أمام الجزيرة، وكان احد أسباب فوز فريقه في المباراة، أو عندما تصدى للركلات الترجيحية بقوة وكاد ينجح في إمساكها كلها، لكنه في النهاية نجح بصد واحدة، بينما ضاعت الأخرى في الهواء، أما حارسا بني ياس والخليج فقد قدما مستوى رائعا رغم هزيمة فريقيهما سواء كان أيوب احمد أوعبيد خميس، ولم يكن مستوى معتز وعبدالباسط والماس أقل منهما على الإطلاق.

 

Kefah.alkabi@gmail.com

تويتر