المناطق ثم الشوارع وليس العكس!!
سامي الريامي
لا أعتقد أن أحداً من مواطني دبي أو سكانها يستطيع الإجابة خلال خمس ثوان أو عشر عن سؤال من نوع: أين يقع شارع الرباط أو شارع نواكشوط؟ ولا أعتقد أن هناك مَنْ يستطيع أن يجيب بدقة عن سؤال حول موقع شارع الحجر أو الرصاص.
في المقابل فإن شارع خور دبي مثلاً لا يمكن لأي منا ادعاء عدم معرفته، كذلك الحال بالنسبة لشارع الراشدية أو شارع مطار دبي، وغيرها من الشوارع المرتبطة بالمناطق والمرافق المهمة، من هنا كان الاستغراب من تغيير مسميات الشوارع مع عدم مراعاة ربطها بالمناطق التي تعد الوسيلة الأهم والأسهل لتحديد المواقع والاتجاهات.
من الضروري تسمية الشوارع والطرق الرئيسة والفرعية، لكن مع عدم إغفال أهمية المناطق، فهي الأولى والأجدر بالاهتمام في مسألة العنونة؛ لأن المنطقة هي التي تقود للشارع وليس العكس، وعلى سبيل المثال لا يمكن لأي سائح أو زائر يدخل مدينة دبي بسيارته للمرة الأولى قادماً من أبوظبي أن يصل إلى منطقة مثل: مردف أو الورقاء أو حتى الضيافة والوصل من دون أن يسأل مليون مرة، أو يعتمد على الطريقة الأسهل وهي إيقاف سيارة أجرة ليلحقها دون «ويع» رأس، والسبب يرجع إلى عدم وجود أي لوحة إرشادية على طول طريق الشيخ زايد تدل على المناطق التي يمكن أن تصلها عبر أسماء الشوارع الموجودة!
للتوضيح أكثر ستجد لوحة تحمل أسماء لشارع الرصاص وشارع الحجر وشارع ميدان، لكن إلى أي منطقة يقودك شارع الرصاص هذا؟ الله أعلم، ومثله شارع الحجر، وكذلك الحال بالنسبة إلى الشوارع الأخرى. المسألة في غاية التعقيد، مع أنه يفترض أن تكون في غاية السهولة.
لا نختلف في أن تسمية الشوارع مسألة مرتبطة بشكل كامل بمشروع العنونة الشاملة الذي تنفذه هيئة الطرق، ولا نقلل من الجهود المبذولة في هذا الشأن، لكن من المهم في هذا القطاع بالتحديد اتباع النهج الأكثر سهولة ووضوحاً، والابتعاد عن الأنظمة المعقدة؛ لأن الغرض من هذه اللوحات هو الإرشاد، وهناك فرق بين اللوحات «الإرشادية» واللوحات «الذكية»، فالأولى مهمتها إيصالك إلى هدفك بوضوح وسهولة حتى وإن كان هذا الوضوح بالطرق «العادية» المتعارف عليها، أما الثانية فهي تحتاج إلى التقنية والحداثة.. والأهم أن تكون أسماء المناطق حاضرة على الشوارع الرئيسة، وبعد الوصول إلى المنطقة لا مانع من الاعتماد على تسميات مختلفة للشوارع الفرعية داخل المنطقة الرئيسة.
مع التركيز من دون شك على الأسماء القديمة والموروثة، فهي الأكثر تداولاً وهي الأوسع انتشاراً بين كل المواطنين والمقيمين، ولا داعي لتشتيت الانتباه بأسماء جديدة لم تكن معروفة أو متداولة!