الإعلام ليس هو «الشماعة»

كفاح الكعبي

أتفق مع سعيد عبدالله رئيس لجنة الحكام ولاعب منتخبنا والوصل سابقاً على الكثير من الأمور، ولكنني بالتأكيد لا أوافقه الرأي في تصريحه الأخير للزميل منصور السندي في «الإمارات اليوم» بخصوص دور الإعلام في هزيمة منتخبنا الوطني أمام الأوزبكي قبل أيام عدة، لقد كررنا ولأكثر من مرة أن المنتخب الأوزبكي منتخب قوي، بل إنه يعد من أفضل المنتخبات، حيث قال إن الإعلام ضلل لاعبي الأبيض أمام أوزبكستان، خصوصاً بعد أن صوّر لهم أن المنتخب الأوزبكي منتخب ضعيف لن يقوى على الصمود في وجه الأبيض، وذلك بسبب ضعف استعداداته لتوقف الدوري الأوزبكي منذ أشهر عدة، لذلك دخل اللاعبون وهم في حالة استرخاء ليفاجأوا بقوة الخصم وإمكاناته الفنية العالية، مما افقدهم التركيز وتسبب في خسارتهم، وأنأ هنا أقول إن الإعلام لم يضلل احداً، بل على العكس فلقد كتبنا وصرحنا في أكثر من مرة بأن المنتخب الأوزبكي يعد في الفترة الحالية من أفضل المنتخبات في القارة الآسيوية، وإنه سبق أن هزم المنتخب السعودي قبل أشهر عدة فقط بالثلاثة، وهزمنا في عقر دارنا كذلك، بل إنني شاهدت وتابعت اغلب البرامج الحوارية والأقلام الصحافية قبل المباراة، حيث ركز غالبيتها على أن الفوز على ماليزيا بالخمسة ليس هو المقياس الحقيقي لاختبار قوة وضعف منتخبنا، بل هو الاختبار الأوزبكي الذي سيكشف لنا حقيقة منتخبنا وقدرته من الصمود والتفوق على هذا المنتخب أم لا، ولكن ذلك لا يعني من أن البعض لم يتخيل أن الفريق الأوزبكي ضعيف وبإمكاننا الفوز عليه، ولكنني هنا أحب أن أؤكد وأتفق مع سعيد عبدالله في أن مباراتنا مع أوزبكستان يجب أن تكون درساً للمستقبل يجب أن نتعلم منه حتى لا تتكرر، خصوصاً أننا سنقابل في المستقبل القريب سواء في تصفيات كأس العالم أو تصفيات أمم آسيا العديد من المنتخبات القوية ونأمل أن لا يتكرر هذا الإخفاق في كل الأحوال.

كثيرون هم الذين يطالبون برحيل دومينيك سواء من محللين أو لاعبين سابقين أو جماهير، لكنني أرى أن بإمكانه البقاء حتى انتهاء تصفياتنا بكأس العالم وتصفيات أمم آسيا، لكن عليه أن يتخلى عن حذره وأن يمتلك الشجاعة للزج بالوجوه الشابة التي أثبتت جدارتها وإعطائها فرصة حقيقية لتثبيت أقدامها في المنتخب، كما فعل مع الشحي ومحمد فايز والكمالي أخيراً، فهناك محمود خميس وأحمد خليل وعلي الوهيبي وخالد سبيل وأحمد دادا وصالح عبيد والعديد من الوجوه التي تنتظر الفرصة وليس هنالك أية ضغوط على المدرب ولا مانع لديه من التجريب، فنحن عملياً خارج تصفيات كأس العالم وداخل أمم آسيا، لذلك عليه التحلي بالشجاعة والمجازفة بالزج بالنجوم، لأنها فرصة ذهبية سانحة لديه وعليه استغلالها.

اليوم مباراتان مهمتان في دوري ربع النهائي بكأس سيدي صاحب السمو رئيس الدولة، حيث سيلتقي العنكبوت الجزراوي بأصحاب السعادة باستاد مدينة زايد الرياضية، فيما يقابل الجوارح الملك في استاد الأهلي، صعب جداً أن نخمن الفائز في أي من المباراتين بالتأكيد، خصوصاً أن عروض الشباب والشارقة متذبذبة هذا الموسم بشكل غريب ويبعث على الدهشة، فيما يشهد لقاء ديربي أبوظبي صحوة لأصحاب السعادة خصوصاً بعد قدوم هكسبيرجر، أمّا الجزراويون فإن المستوى الذي يقدمونه هذا العام هو الأفضل، حيث يعد فريقهم هو الأكثر ثباتاً في عروضه وبجميع المسابقات، كما أن دكة احتياطه عامرة بالبدلاء المميزين، لذلك فإن كل ما نتمناه عرضاً حماسياً رائعاً من الفرق الأربعة يذكرنا بمسابقاتنا المحلية بلاعبيها الدوليين العائدين من جديد لاتحافنا بالمزيد من الفن والإثارة والحماس.

kefah.alkabi@gmail.com

تويتر