ملح وسكّر

يوسف الأحمد

 

الخسارة التي مُني بها الأبيض على أرضه وبين جماهيره لم تكن لتأتي لولا سوء الحال التي ظهر عليها أفراد منتخبنا الوطني واستسلام السيد «دومينيك» مدرب المنتخب حيال الطريقة والأسلوب الذي تعامل به قاسيموف مدرب منتخب أوزبكستان الذي عرف كيف يٌقيد لاعبينا ويشل من حركتهم، حيث لم نشاهد منهم جملة تكتيكية واحدة طوال شوطي المباراة. اللقاء أفرز عن نتاج مهم يتمحور في عقلية لاعبين وفكر مدرب. فالأولى تؤكد وبالبرهان القاطع أن الاستسلام واليأس صفة ملازمة للاعبينا، بمعنى أننا لا نستطيع أن نتكيف مع المجريات ونُغير من جلدنا مع ما يحدث في الملعب حتى لو جاءت عكس التوقع والتنبؤ الذي فرضه المدرب قبل المباراة، وذلك حينما اعتمد على مفتاح واحد للعب. كما أن نزعة الدهاء والخبث الكروي لاتزال بعيدة عن لاعبينا والدليل الفرصة التي أضاعها الحمادي في الدقائق الأخيرة والتي لو استعمل فيها دهاءه لتحصل على ضربة جزاء منها. أما الثانية فقد كشفت نوعاً ما عن محدودية القدرات التي يتمتع بها المدرب، والدليل أنه عجز عن تغيير طريقة اللعب وتحويل الدفة لصالحه، بعد أن فرض الأوزبكي أسلوبه وطريقته، فحينها وقف عاجزاً وكأنه رفع الراية البيضاء، بل إنه حينما أراد أن يعالج الموقف بإحداث تغيير هجومي «زاد الطين بلة» بإخراج عبدالرحيم وإدخال مال الله صاحب النزعة الدفاعية. عموماً الخسارة يتحملها المدرب واتحاد الكرة، الذي رمى كامل ثقته بدومينيك، فلابد أن يتدخل ويعيد قراءة أوراق الجهاز الفني من جديد قبل فوات الأوان وقبل أن نندب حظنا في أن يكون السيد «دومينيك» أسوأ خلف لشر سلف!!

ما يمر به الفريق الوصلاوي هذا الموسم لأمر يدعو للدهشة والاستغراب من تلك المتغيرات التي تطرأ على الفريق بين فترة وأخرى وتحديداً على صعيد الجهاز الفني الأول، الذي تغير للمرة الرابعة أفي سابقة غير متعارف عليها في دورينا، حيث إنها لم تتجاوز الدور الأول من المسابقة. فجميع المؤشرات تدل على أن هناك حلقة مفقودة بين النظام الإداري والفني للنادي، وباتت قرارات «التفنيش» تهب دون سابق إنذار أو موعد، فما يحدث لا يمكن الاقتناع أوالتسليم به كونه تجاوز فرضية المنطق والعرف السائدة بدورينا، ومهما كانت المبررات و الأسباب وراء الإقالات، فإن المحصلة النهائية أتعتبر تخبطاً أفنياً صريحاً في سبيل السعي للاستقرار و الثبات على مدرب يقود الأصفر حتى نهاية الموسم وهو ما لم يتحقق إلى الآن، مما انعكس سلبياً على مردود ونتائج الفريق التائه وراء تلك التغييرات. بالرغم من احترامنا وتقديرنا للخطوات الجادة التي تم فيها استقدام لاعبين من أندية أخرى لتدعيم عناصر الفرقة التي تعاني من ضعف وتدهور عام منذ الموسم الماضي. لهذا فإن الحالة الفنية تستلزم وقفة جادة لمراجعة الموقف الراهن، الذي أوصل الإمبراطور إلى دهاليز مظلمة أقد تكون خاتمتها غير سعيدة ( لاقدّر الله). في الوقت الذي ينبغي فيه استغلال طفرة اللاعبين الحاليين التي أكملت الخطوط وسدت الثغرات «الفاضحة» أللفريق وستكون خير سند للفهود، بشرط أن تتم مراجعة الأمور من خلال ضبط النفس وتهدئة الخواطر والتنازل من أجل الغالبية والمصلحة العليا للوصل!!

أخيراً تلوم الأندية نفسها كثيراً حيال بعض الممارسات والسلوكيات المرفوضة من قبل لاعبيها، والسبب هو تساهلها و عدم اكتراثها بما يفعله اللاعبون داخل الأندية وفي المعسكرات وغيرها، والنتيجة أنها تدفع الثمن غالياً بفعل تصرفات مرفوضة من لاعبيها، لذلك الاحتراف عند أنديتنا فلوس وانحراف، أما الانضباط والالتزام واحترام اللوائح فهو في الأوراق فقط، ولو كنت أشك إن وجد لها بند معين، لذا نقول لأنديتنا إلى متى هذا التسيب والتساهل؟!!

ya300@hotmail.com

تويتر