ملح وسكر

يوسف الأحمد

الخماسية النظيفة التي حققها الأبيض في كوالالمبور قطعت شوطاً كبيراً في مشوار التأهل إلى النهائيات الآسيوية في الدوحة؛ فقد كانت المواجهة مع الماليزيين سهلة ومرنة، ولم تكن بتلك الصعوبة المعقدة، وذاك الشحن الجماهيري المتوحش الذي واجهناه منذ أيام عدة، فالحُكم على مستوى المنتخب في هذا اللقاء لا يمكن اعتباره مقياس أداء نعتمد عليه وننطلق منه للقاءات القادمة الأكثر شراسة وصعوبة، مقارنة بمستوى المنتخب الماليزي المتواضع، الذي كان مستسلماً ولم يقوَ على مواصلة المواجهة؛ بعد أن شعر بالفارق الفني والمهاري ومشقة المقارعة مع الأبيض، ومن هنا فإن النتيجة كانت أكثر من رائعة، لكن يبقى المحك الحقيقي عند مقابلة أقوياء آسيا بعد الصعود إلى التصفيات النهائيات، لذلك فإن اللقاءات القادمة تعتبر فرصة كبيرة للسيد «دومينيك» لإعطاء مساحة للبدلاء وتثبيت الجدد منهم، من أجل صقل مهاراتهم وإكسابهم خبرة التعامل مع المباريات الرسمية، والتعود على أجوائها المشحونة والمسالمة منها. وعلى هذا الأساس، فإننا نعيد ونكرر بأنه لابد أن يسعى الجهاز الفني إلى المسارعة في ضم بعض الأسماء (الدفاعية) التي تم تجاوزها في الفترات الماضية، كي يتم تدعيم الخط الخلفي للمنتخب الذي باعتقادي الشخصي مازال الحلقة الأضعف للأبيض، حيث إنه يحتاج إلى عنصر قوة وخبرة ودهاء، يعرف كيف يُروض مهاجمي الخصوم التي تنتظرنا في الأيام القادمة!

أُسدل الستار على «خليجي 19»، وذهبت البطولة للفريق العماني الذي حقق حلمه بعد أن ناله عذاب الانتظار سنين طويلة، فقد انتزع البطولة وسطر له اسماً في سجل الأبطال، حيث أصبح منهم والتصقت به صفة البطل التي عمل المستحيل من أجلها واستخدم المشروع وغيره حتى يحصل عليها، فلا يخفى على الجميع ما عاناه العمانيون طوال الدورات الماضية، فكلما اقتربوا من الكأس عبست في وجههم و أدارت ظهرها لهم، حتى ارتضت بهم في هذه الدورة واقتنعت بهم أخيراً كأبطال، ويكفي أن هذا الجيل من المنتخب العماني صنع تاريخاً للكرة العمانية وفرض احترامها على منتخبات القارة، لكنه كان في أمسّ الحاجة إلى بطولة تُتوج جهودهم وعطاءهم غير المحدود الذي دفعوه للكرة العمانية، رغم ما تعانيه من ضعف الإمكانات وقلة الموارد المالية، إلا أنها لم تقف حائلاً تجاه تحقيق حلمهم الكبير وتتويجه بالفوز في هذه البطولة الغالية على قلوب الخليجيين، ولأجل هذا فإننا نبارك للعمانيين فوزهم وفرحتهم.

أخيراً، انتهت دورة الخليج بحلوها ومُرها و«بزينها و شينها»، إلا أن ذكرياتها ستبقى عالقة في الأذهان، وسيبقى بعض الأحداث في الذاكرة، وخصوصاً تلك المشاحنات والملاسنات الدخيلة التي لم تشهدها أية بطولة سابقة، من المتهم ومن المسؤول؟ ليس هو السؤال الآن، لكن ينبغي ألا تمر مرور الكرام من أمام المعنيين وأصحاب الشأن في كل دولة مشاركة، وتحديداً في من أُوكلت إليهم مهمة تمثيل بلدانهم في هذا المحفل، رياضياَ وإدارياً وإعلامياً، ويجب أن يساءل كل من أقحم نفسه في تلك المهاترات التي أضرت بالبطولة وسمعتها التاريخية، وكم كنت أتمنى من «ربعنا» أن يترفعوا عن تلك المناظرات الخاسرة التي أساءت إلينا، وكانت شرارة إشعال فتيل النار وتأليب الجميع ضدنا التي كنا نحن المتسببين فيها، حيث انعـكس علينا سلبياً في تلك التصرفات الهوجاء والسلوكيات غير المسؤولة، وصـدق الـذي قـال في عدن «أنا من جبت صبعي صوب عيني»!!

 

ya300@hotmail.com

تويتر