«5 في عين الحسود»

كفاح الكعبي

رغم التفاؤل بأداء الأبيض إلا أن أكبر المتفائلين لم يتوقع الفوز على ماليزيا في ماليزيا بخمسة أهداف، فعرض الأمس كان رائعاً والسيطرة مطلقة على المباراة منذ البداية، وخلال الشوطين، حيث لم نشعر بوجود المنتخب الماليزي إلا في أول دقائق لينشط الأبيض ويسيطر على المباراة لعباً ونتيجة، بعد أن تمكن محمد عمر وإسماعيل مطر والحمادي من الإفلات من الدفاعات الماليزية أكثر من مرة، فتمريرة إسماعيل القاتلة لمحمد عمر أهدتنا الهدف الأول، ومحاورة الحمادي الثانية أهدتنا ضربة الجزاء والهدف الثاني بإقدام محمد عمر، أما الهدف الثالث فكان أجمل الأهداف وأروعها، حيث تمكن «سمعة» من عبور الحاجز النفسي بعد وفاة والده والعودة لتوثيق علاقته مع الشباك مرة أخرى، ولم يكتف بذلك بل أضاف إليها الهدف الرابع بعد تمريرة رائعة من محمود خميس الذي طالما طالبنا بإعطائه الفرصة في أكثر من مناسبة خصوصاً بعدما قدم مستوى رائعاً في دوري الرابطة وفي المباريات الودية ولم يجرب أبداً في «خليجي 19»، بالتأكيد هناك من سيقول إن المنتخب الماليزي ضعيف ومستواه أقل من العادي، وأنا أتفق معهم في هذه النقطة، لكنني أعتبرها فرصة مثالية لإعطاء نجومنا الجدد فرصاً لإثبات وجودهم وتأكيد تفوقهم، والزج بعناصر كنا نتمنى لو أن الفرصة أتيحت لها لإثبات أحقيتها بتمثيل الأبيض، فتجربة الأمس أثبتت أن إعطاء حمدان الكمالي ومحمد فايز ووليد عباس الفرصة في الخلف، ومحمود خميس وأحمد خليل الذي سجل من اللمسة الأولى بعد ثوان الهدف الخامس الذي جاء ليؤكد التفوق الإماراتي في كل الخطوط، فمن الصعب جداً أن نذكر نجماً واحداً في مباراة الأمس، فقد قدم الجميع عرضاً رائعاً، ولعل ضعف الخصوم ساعد نجومنا في تحقيق نتيجة كبيرة كنا نتمناها منذ فترة طويلة خصوصاً بعد الإخفاق في «خليجي 19»، ولتصبح المباراة مقدمة واستعداداً حقيقياً لمباراة أوزبكستان في الأسبوع المقبل.

لكم تمنيت لو أن دومينيك كان يمتلك الجرأة في الزج بهؤلاء النجوم الشباب الجدد في «خليجي 19»، صدقوني لو أنه فعل لقدم منتخبنا عروضاً أجمل وأفضل بكثير مما قدمت، فبالوجوه الجديدة تمكّن العمانيون والسعوديون من تقديم عروض متميزة، فمن لا يمتلك الجرأة في المجازفة والتجريب لن يكتشف عناصر جديدة، لذلك فإنني أرحب بهذه الجرأة حتى لو جاءت متأخرة؛ لأنها ستعطينا الثقة في المباريات المقبلة للزج بالوجوه الجديدة دون خوف أو تردد.

لقد اعتقدت لوهلة أن لاعب فريق النصر الذي سجل «هاتريك» في مرمى الأهلي بكأس المحترفين هو لاعب من الفئات السنية للعميد، لكنني تفاجأت أن هذا اللاعب عانى كثيراً لكي يجد فرصته للعب بأحد أندية الاحتراف، وبعد جولة طويلة من فريق حتا إلى النصر ثم الأهلي إلى عجمان، ليعود قبل أيام للنصر ليعيد الألماني باكسلدروف اكتشافه وكأننا نشاهده للمرة الأولى، وأرجو ألا تكون مباراة «الديربي» مع الأهلي صحوة مؤقتة، بل دافع لهذا اللاعب لإثبات اسمه أساسياً مع العميد الذي لعب مباراة العمر أمام الأهلي، فهل تستمر الروح المعنوية والأداء الجيد والمستوى في تصاعد أم أن النصر سيمارس هوايته في التذبذب كما عودنا منذ مواسم عدة؟

مبادرة صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، بمنح الرياضيين إجازات استثنائية براتب كامل ليست جديدة على الوسط الرياضي والرياضيين، فقد تعودنا من سموه هذه المكارم، فاطمئنان الرياضيين على مستقبلهم عند ممارسة الرياضة سيدفعهم للإبداع والتفوق في كل الأحيان والظروف.

 

 

kefah.alkabi@gmail.com 

تويتر