الغرامات تقلّص المخالفات

كفاح الكعبي

صدقوني هذه الطريقة الفضلى في معاقبة الأندية على مخالفاتها، فلا الإنذارات ولا التهديدات تنفع، فليس هناك سلاح أشد من الغرامات في إنهاء المخالفات مهما كان حجمها، فتخيلوا أن إحصائيات رابطة المحترفين وبالأرقام تثبت هذه الحقيقة، فقد تكلفت الأندية ما مقداره 200 ألف درهم في الأسبوع الأول من دوري اتصالات للمحترفين، لكن الأسبوع العاشر وهو الأسبوع الأخير قبل أن يتوقف الدوري وصلت فيه المخالفات إلى 6000 درهم فقط لا غير، وهذا يعني بشكل واضح وصريح أن أنديتنا بدأت في إدراك أهمية الإصلاح وعدم المماطلة؛ لأن الأرباح في النهاية ستقل، وبما أن الاحتراف يعني أن الأندية ستتحول إلى شركات تجارية يجب في النهاية أن تحقق أرباحاً بالإضافة إلى تحقيق البطولات وإحراز الانتصارات، إذن الانضباط الذي لم يتحقق بالعقوبات تحقق بالغرامات، فقد شاهدنا الكثير من الأندية التي لم تلتزم في الأسابيع الأولى بشروط ولوائح رابطة المحترفين، لذلك فإن الرابطة لجأت إلى الغرامات التي أثبتت جدواها على المدى البعيد، ونأمل أن تستمر في تطبيق المعايير الجديدة حتى تدرك أنديتنا أنه ليس هناك مفرّ إلا بالالتزام حتى يصبح احترافنا واقعاً عملياً نعيشه في كل مسابقاتنا، فقد اشتكى الكثير من الأندية في الأسابيع الأولى من كثرة الغرامات الموقعة على المخالفات التي حررتها الرابطة، ولكنها أدركت أن الطريقة المثلى لإيقاف هذه المخالفات بالالتزام بإصلاحها، لذلك فأنا هنا أحيي الرابطة التي استطاعت رغم المعارضة التي واجهتها من الكثير من الجهات أن تستمر في عملها ونجاحاتها وتحسين أدائها فمن يعمل لابد أن يخطأ فليس هناك أحد منزّه، فالمشكلة لا تتعلق بالخطأ، لكن بعدم القدرة على الاعتراف به وإصلاحه، لذلك فإن الرابطة اتجهت للعمل كذلك لحل مشكلة النقل التلفزيوني وتشكيل لجنة خاصة بهذا الشأن، بحيث تقوم اللجنة بدعوة القنوات الفضائية صاحبة الحقوق والشركة المسؤولة عن عملية النقل لمناقشة القضية والتوصل إلى حلول جذرية، ومنعاً لتكرار الأخطاء التي حصلت في الفترة الأولى وسوء التفاهم بين الاثنين، وهي خطوة رائعة تخدم الجماهير الإماراتية ورابطة المحترفين وقنواتنا الفضائية.

كأس رابطة المحترفين فرصة ذهبية لاكتشاف المواهب الجديدة، فالكثير من الفرق يلعب من دون ضغوط، ويقوم بتجريب أكثر من لاعب سواء بالنسبة للاعبين المواطنين أم الأجانب القدامى والجدد لمعرفة مدى صلاحيته للمرحلة المقبلة، خصوصاً أن الأندية تلعب من دون الدوليين، وهذه فرصة فريدة للعديد من النجوم الشباب لإثبات أحقيتهم في ارتداء قميص فرقهم كأساسيين ولو لفترة محدودة، لكن صدقوني أن بعض المبدعين سيصبحون أساسيين بعد انتهاء كأس المحترفين.

ثقتي كبيرة بدومينيك مدرب منتخبنا الوطني وقدرته على تطوير أداء منتخبنا الوطني في تصفيات «أمم آسيا» التي تبدأ بعد أيام عدة، لكني لا أفهم لماذا لم يعطِ المدرب فرصة للنجمين علي الوهيبي وصالح عبيد واللذين كانا من أبرز نجوم دوري رابطة المحترفين في الأسابيع الـ10 الأولى، فالاثنان قدما أفضل مستوى لهما منذ سنين عديدة، ولم أستطع فهم إجلاسهما على مقاعد الاحتياط طوال «خليجي 19»، بل إنه قام بالتخلي عن صالح عبيد وأحمد دادا مع أن الاثنين كانا من الممكن أن يقدما مستوى جيداً مع المنتخب في الفترة المقبلة.

برشلونة مازال متصدراً وريال مدريد وراءه، كما هو الحال في العام الماضي الذي انتهى ملكياً، لكن «البرشا» هذا العام يبدو مصمماً على تحويل درع الدوري إلى إقليم كاتالونيا الذي غابت عنه الدرع العامين الأخيرين، وجوارديولا ولابورتا يبدوان مصممين على إعادتها لمدينة برشلونة المتوسطية في أقرب وقت ممكن.

 

kefah.alkabi@gmail.com

تويتر