بطولة الفضائيات

كفاح الكعبي

- استحق الفريق العُماني الفوز بـ«خليجي 19» رغم معاناته الشديدة في مباراتي الافتتاح والختام، لكنه خرج ببطولة بعد 35 سنة من السنوات العجاف، ورغم الجهد والتعب والسيطرة العمانية على البطولة منذ بدايتها إلا أن العمانيين وبسبب كثرة الضغوط الجماهيرية وجدوا أنفسهم غير قادرين على التسجيل في الأوقات الصعبة، كما حصل أمام الكويت والسعودية في النهائي، ولولا تمرير الحكم الهولندي لضربة الجزاء الواضحة في الوقت الإضافي الأول لكان الحلم العماني قد انتهى قبل أن يبدأ، بالتأكيد اللاعبون العمانيون لم يقصروا في الملعب، وكان الفوز هو الهدية الكبرى للشعب العماني الذي عانى كثيراً قبل أن يطلق محمد ربيع ضربة الجزاء الترجيحية في مرمى وليد عبدالله الحارس السعودي، لتنطلق الفرحة المكتومة بعد ست سنوات من المعاناة في الوصول إلى النهائي دون الفوز به، لترتسم آلاف الابتسامات على الشفاه التي دعت ربها آلاف المرات كي يستجيب لها، وأن يفتح مرمى وليد عبدالله الذي رفض أن يفتح إلا بالضربات الترجيحية، لتنتهي الملحمة العمانية بأول لقب خليجي، رغم تعملق المنتخب السعودي وصمود دفاعاته وحارس مرماه أمام السيطرة العمانية غير المحدودة لأغلب أحيان المباراة، ولكن هذه هي كرة القدم لابد من فائز واحد بالبطولة، وكان المنتخب العماني هو الأفضل، فاستحق اللقب للمرة الأولى، فمبروك لعُمان ولأهلها الكرام.. والى الأمام.

- لابد قبل أن نطوي صفحة «خليجي 19» أن نذكر أنها الأسوأ بالنسبة للجمهور الإماراتي ولعشاق الأبيض، ليس بسبب خروجنا من الدور الأول رغم تقديمنا عروضاً جيدة، ولكن لشعورنا بأننا كنا مستهدفين، وكان هناك نوع من الاستقصاء في الكثير من التفاصيل الصغيرة، ولعل الحرب الإعلامية بين القنوات الفضائية والتي دارت في الأيام الأولى للبطولة أدت إلى حالة احتقان شديد، أدت إلى غضب الجماهير العمانية من الإمارات لأن البعض صور أننا انتقدنا عمان واللجنة المنظمة ولم ننتقد القنوات صاحبة الحقوق فقط، بل إن البعض أشعل حرباً شعواء ضد كل ما هو إماراتي في بعض القنوات، لتبدأ عملية توجيه الجماهير العمانية في مباريات منتخبنا الثلاث للفريق المنافس، بينما كان طريق جماهيرنا مليئاً بالحجارة بعد انتهاء مباراة السعودية، لذلك فقد تمنينا خروج المنتخب من الدور الأول حتى لا تتفاقم المشكلات وتتطور من مشكلة تتعلق بمباراة كرة قدم إلى مشكلة أخطر خارج الملعب.

- من ابرز سلبيات «خليجي 19» كذلك مستوى التحكيم المثير للجدل خصوصاً في مباريات معينة، حيث تسبب المستوى المتردي لأكثر من حكم في قلب نتائج الفرق، ومن تابع البطولة يستطيع أن يكتشف أن هناك أكثر من فريق تعرّض للظلم في البطولة خصوصاً الفريق البحريني في مباراته أمام عمان، واليمن أمام قطر، وحادثة الدقائق السبع التي أثارت الكثير من التساؤلات، وضربة الجزاء الواضحة للمنتخب السعودي التي تغاضى عنها الهولندي حكم مباراة النهائي مع المنتخب السعودي، وكان من الممكن أن تغير الكثير من أحداث المباراة الختامية، ولاحظنا الاختلاف الكبير بين الحكام الخليجيين والأجانب رغم أخطاء الاثنين في هذه البطولة بالذات.

- ها هي صحيفة «ماركا» الإسبانية تثبت أن الصحافة الرياضية الجادة بإمكانها أن تطيح بأكبر رئيس ناد إسباني ألا وهو كالديرون رئيس نادي ريال مدريد، احد أشهر أندية العالم، النادي الملكي، بعد أن أثبتت انه قام بالتلاعب بالأصوات في آخر اجتماع للجنة العمومية من اجل الحصول على أصوات لمصلحته في مناقشة الميزانية وحسابات النادي، لتجبره على الاستقالة بعد أن قدمت الأسماء والأدلة التي تدينه، هذه هي الصحافة الرياضية القوية والملتزمة التي تحاول تغيير الكثير من السلبيات في الوسط الرياضي مهما كانت الأسماء والألقاب والعناوين، فتحية للصحافة المتميزة أينما كانت.



kefah.alkabi@gmail.com

تويتر