«عُمانية مية بالمية»

كفاح الكعبي

--استحق العمانيون الفوز بـ«خليجي 19» بعد أن حبسوا أنفاس جمهورهم لما يزيد على الساعتين، وبعد أن فازوا بصعوبة بالغة وبركلات الترجيح على السعودية. فرغم السيطرة المطلقة على المباراة فإن الحلم لم يتحقق إلا بالترجيحية، بعد أن ابدى المنتخب السعودي مقاومة شرسة ورائعة. من حق العُمانيين أن يفرحوا كثيرا بعد أن انتظروا ثلاثة نهائيات لتثبت هذه البطولة أنها بدأت تلعب مع أصحاب الأرض كما حصل في آخر ثلاث بطولات؛ فمبروك لعمان، وحظاً أوفر للسعودية التي قدمت عرضا رائعا رغم الخسارة الصعبة والمرة. بالتأكيد كتب علي الحبسي وحسن ربيع وفوزي بشير أسماءهم كأفضل ثلاثة لاعبين ساهموا في تحقيق الحلم العماني الذي طال انتظاره.

--رغم سيطرة المنتخب العُماني على الشوط الأول خصوصا في العشرين دقيقة الأولى من الشوط، فإنه لم يتمكن من التسجيل رغم الفرص التي لاحت له خصوصا كرة إسماعيل العجمي في نهاية الشوط الأول، وأنقذها وليد عبدالله الحارس السعودي لتصطدم بالعارضة، لتضيع على عمان اخطر فرصة واضحة في الشوط،فرغم السيطرة العمانية فإن المنتخب السعودي لم يكن صيدا سهلا وشكلت حركة أولاد عطيف والقحطاني إرباكا للدفاعات العمانية التي حافظت على نظافة شباكها منذ بداية البطولة وحتى مباراة التتويج، وكذلك تنطبق الملاحظة نفسها على المنتخب السعودي الذي بقيت شباكه عذراء حتى مباراة حسم البطولة، فقد منع التنظيم الرائع للفريقين في خطوط الوسط والدفاع مهاجمي الفريقين من التسجيل، ولعل إصابة لاعب عمان بدر الميمني وخروجه، هي أكثر علامة مميّزة في الشوط الأول، ونزول احمد حديد بديلا، وكأن الأهداف عصيت على المنتخبين في شوط سلبي رغم السيطرة العمانية.

--ومع استمرار السيطرة العمانية في الشوط الثاني للمرمى السعودي في ما يقارب ثماني مناسبات، فإن تألق وليد والقائم أدى إلى بقاء النتيجة السلبية كما هي،حيث أجاد العمانيون السيطرة على الملعب طوال الشوط الثاني وفي كل الخطوط إلا أن تماسك الدفاع السعودي وحارس مرماه أبقيا النتيجة على ما هي عليه، مع أن ضربات الرأس لخليفة عايل ومحمد ربيع والكرات الخطرة لعماد الحوسني وحسن ربيع، ومع ذلك ذهبت المباراة للوقت الإضافي،رغم أفضلية العمانيين في كل أنحاء الملعب، ويبدو أن خروج معاذ وإدخال احمد الفريني زاد من فعالية السعوديين، إلا أن عدم اكتمال لياقة ياسر القحطاني وقلة حركته سمحت للعمانيين باستمرار السيطرة الميدانية على كل الأحداث بدون تسجيل، رغم انه أضاع هدفا محققا، بعد أن تصدى الحبسي لكرته الرأسية الخطرة في الوقت الضائع، والحقيقة أنه لولا العارضة التي لعبت مع المنتخب السعودي لكانت النتيجة أكثر من هدف عماني في المرمى السعودي.

--لا أنكر أن توقعي المنطقي كان مع المنتخب العُماني بسبب عروضه الجيدة في البطولة، وثبات المستوى ووجود عاملي الأرض والجمهور وتشوق الجمهور العماني لتحقيق الحلم في مسقط، وإصرارهم على أن كأس الخليج لن تخرج من العاصمة العمانية، بعد أن جافتهم في آخر بطولتين ورغبتهم في أن يصبح الحلم حقيقة.

--ضربتا جزاء واضحتان للمنتخب السعودي واحدة في الشوط الأول والثانية في الوقت الإضافي الثاني واضحة وضوح الشمس، إلا إن الحكم الهولندي ومساعده البحريني تغاضيا عنها بغرابة، بعد أن عرقل الدفاع العماني مهاجم المنتخب السعودي الخطير نايف الهزازي، لتستمر التساؤلات حول مستوى التحكيم في البطولة.

kefah.alkabi@gmail.com

تويتر