«عُمان تتقدم للأمام»

كفاح الكعبي

من الصعب جدا الفوز على الفريق العماني إذا استمر بمستواه التصاعدي ووسط هذا الحضور الجماهيري الكثيف، فقبل ساعات من مباراة البحرين كان استاد مجمّع قابوس قد امتلأ عن بكرة أبيه وقد اصطبغ باللون الأحمر والأعلام العمانية الكبيرة في كل ركن وزاوية، أضف إلى ذلك نجاح بدر الميمني في التسجيل من كرة ثابتة في مرمى السيد محمد جعفر في وقت مبكر، ورغم الصحوة البحرينية في آخر الشوط فإن التعادل لم يأت، وانتهى الشوط الأول بتقدم الفريق العماني لعباً ونتيجة بهدف دون مقابل، ولكن رغبة العمانيين في الفوز كانت طاغية واندفاعهم لا يقاوم، ليسجلوا هدفاً ثانياً بوساطة المخضرم فوزي بشير، ليزداد هدير الجماهير العمانية، بعد أن ضمنت طريقها للوصول إلى الدور الثاني، وأصبح طموحها إلى الفوز ببطولة أول دورة خليج في تاريخها، أقرب إلى الحقيقة منه إلى الخيال، بعد أن كانت في آخر بطولتين قاب قوسين أو ادنى، فرغم المقاومة البحرينية طوال الشوطين فإن الهجوم البحريني لم يستطع ترجمة الفرص إلى أهداف، بينما كان العمانيون منتشرين في كل أرجاء الملعب طاقة وحيوية وثباتا، لتحقيق الحلم الذي لا ريب أنه آت آت .لتحسم بهذا الفوز صدارة المجموعة الأولى، لتنتظر غداً لتعرف الفريق الذي ستقابله في الدور قبل النهائي، بعد أن تمكنت بكل اقتدار من عبور البحرين بكل استحقاق فألف مبروك للعُمانيين خطواتهم نحو الأدوار النهائية.

تعادل المنتخبين الكويتي والعراقي بهدف، أبطأ من اندفاع المنتخب الكويتي، وحفظ ماء وجه الفريق العراقي بخروجه للمرة الأولى في دورات الخليج بنقطة واحدة من خسارتين وتعادل،ورغم أنني لم أشاهد المباراة بسبب إقامة المباراتين أمس في توقيت واحد، فإن فريق الكويت مفاجأة المجموعة استحق الصعود بعد أن جمع خمس نقاط من فوز وتعادلين، ليزيح المنتخبين البحريني والعراقي من طريقه، وليعبر إلى الدور نصف النهائي، فعلى الرغم من فترة استعداده القصيرة فإن المنتخب الكويتي قدم في الافتتاح أجمل عروضه، وتعادل مع عمان ثم فاز على البحرين، وها هو يتعادل مع العراق، ليصاحب العُمانيين في انتظار المتأهلين من المجموعة الثانية.

بصراحة لم أحب أن أتحدث في هذا الموضوع منذ يوم الافتتاح، ولكنني أجد نفسي مضطرا إلى الخوض فيه، فبعد أن تجاهلت قناة الجزيرة وفد الإمارات في حفل الافتتاح، وكنت اعتقد أنه خطأ من دون قصد، غير أنني بالأمس كنت في استاد ومجمّع قابوس في بوشر، ولاحظت الانحياز الواضح من الجزيرة مع المنتخب العماني بشكل صارخ، فرغم دخول الفريق البحريني قبل المباراة إلى الملعب، فإن الكاميرات قامت بتجاهله تماما، بينما ركزت على باص لاعبي عمان وهو يدخل، وكيف صافح اللاعبون المدرب واحدا تلو الآخر، ولم تتحرك كاميرات الجزيرة في إخراج أي لقطة عن الفريق البحريني، إلا عندما دخل المنتخب العماني ترافقه كاميرات الجزيرة ومخرجوها الذين لم يتعاملوا مع فريقي الأمس بحياد، بل وقفوا في صف الفريق المضيف ولم يمنحوا الفريق الزائر حقه، وكأن هناك اتفاقاً سرياً بين الاثنين للتركيز على فريق دون الآخر، مع أنهم يجب أن يكونوا محايدين ويقوموا بتغطية البطولة بصورة مجردة وبموضوعية، كنا نتوقعها من قناة أثبتت بصراحة أنها منحازة إلى طرف دون الآخر في هذه البطولة وفي كثير من الأحيان.

أعرف جيدا أن مباراتنا اليوم مع المنتخب السعودي لن تكون سهلة على الإطلاق خصوصاً أننا سنلعب للفوز ولا شيء غيره،لذلك أنا متفائل لأنني معجب بأداء الشباب منذ المباراة الأولى وأتمنى أن يكون الفوز والتأهل حليفنا إنشاء الله.

kefah.alkabi@gmail.com

تويتر