كذب المنجّمون.. وأنا منهم!!

سامي الريامي

مؤشرات غير مشجعة على الإطلاق يحملها العام الجديد، فالله وحده العالم ماذا تخبئ لنا السنة الجديدة من أحداث؟ وهل ما زال هناك أسوأ من تلك الأحداث التي شاهدناها في خواتيم العام الماضي، ومازالت آثارها مستمرة إلى اليوم؟

لست عرافاً، ولو كنت كذلك لألفت كتاباً سيتحول من دون شك لأكثر الكتب مبيعاً عن عام 2009 فمثل هذا «الهراء» و«التأليف» يطيب للكثيرات والكثيرين، ومع ذلك لا مانع من التجريب، خصوصاً على المستوى المحلي، فمؤشرات العام الجديد، وفقاً للنيازك والأبراج وأسرار الفلك، تبشر بأمطار معتدلة خلال الأسبوع الجاري، لكن هذا الصيف سيكون أكثر حرارة، لأن نسبة المسافرين إلى الخارج ستتضاءل بشكل كبير، وسيقضي معظم المواطنين أيام الصيفولياليه الحارة خلف «مكيفات» بيوتهم!

أفلاك وموازين 2009 تشير بوضوح إلى ارتطام الأزمة المالية العالمية في الشهر الثالث، وبشدة مع مصالح التجار والموردين المحليين، هذا الارتطام المباشر سينتج عنه تفتيت الأسعار بشكل غير مسبوق، ومن المتوقع أن ينخفض «برج» الأسعار إلى مسار جديد لم يبلغه من قبل، لدرجة أن «ساندويتش» الشاورما المصنوعة من لحم «الثور»، أو أي من أفراد عائلته، سيصل سعرها إلى درهم ونصف الدرهم، مع احتمالية «اشتري ساندويتش وخذ الآخر مجاناً»!

ليس لحم «الثور» هو وحده المرشح للهبوط، فـ«العذراء» أيضاً ستواجه مشكلة أخرى، فإما أن يسري عليها ما يسري على ساندويتش الشاورما، من عرض «باي ون، تيك ون فري»، أو أنها ستظل «عذراء» إلى نهاية العام الجديد، وربما تستمر إلى ثلاثة أو أربعة أو خمسة أعوام أخرى، وفقاً لمستجدات الأزمة المالية.

تغيرات هيكلية تطال عدداً كبيراً من الشركات الكبيرة، والمؤسسات والدوائر، وبما أن هناك تغييرات هيكلية تطال الشركات، فمن الطبيعي أن تطال «الأشخاص» أيضاً، هذا ما يشير إليه بوضوح طالع برج «الأسد»!

أما «الميزان» فهو الأكثر شؤماً، كما هو واضح، فهناك اختلالات في ميزانيات عدد كبير من شركات القطاع الخاص الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، واختلال أيضاً في «ميزان» مدفوعات الأسر الغنية والفقيرة على حد سواء، ولربما يختل «الميزان» بشدة مع النصف الثاني من نهاية العام، لدرجة أن تنزل معها أسر وأسماء شهيرة من فئة «الأغنياء» إلى فئة «محدودي الدخل»، وذلك عكس ما شهدته الأعوام القليلة السابقة تماماً، حيث دخلت أعداد لا حصر لها من فئة «البسطاء» و«العاديين» إلى فئة «المليونيرات» وأصحاب الثروات التي لا تتسعها البنوك والمصارف!

أحداث كثيرة، وملامح ومؤشرات واضحة للغاية، لا يتسع المجال لذكرها، وما علينا إلا الانتظار حتى نكون جزءاً من الحدث، بدلاً من أن نكون منجّمين، ولا نملك إلا أن نقول: «نعوذ بالله من تغيير الموازين»، ولا تنسوا القول الشهير: «كذب المنجّمون ولو صدقوا» وأنا منهم!

reyami@emaratalyoum.com

تويتر