تحية للمستقيلين

كفاح الكعبي

جميل أن نشاهد في أنديتنا من يقوم بتقديم استقالته ولا يجبر عليها لمجرد إحساسه أن الأهداف التي وضعها مع ناديه لم تتحقق رغم أن المشوار لم ينتهِ، جميل أن نجد من يعتقد أن الكرسي الذي يجلس عليه لم يكن له ولأولاده من بعده، وانه خاضع لتركه في أي لحظة، إذا لم تكن الأهداف بحجم المتوقع. تحية وسلام كبيران لكل من أحمد بن هزيم ولخليفة سليمان على شجاعتهما غير العادية، ولجرأتهما التي أجدها أكثر من طبيعية، والتي ذكرتني بجرأة وشجاعة محمد القرقاوي الذي قدم استقالته عندما وجد أن مشاغله وكثرة مهام عمله لا تجتمع مع رئاسته لمجلس إدارة النادي الأهلي، فتقدم بها رغم عشقه وحبه لهذا النادي الذي تربى فيه، وكان أحد لاعبيه لفترة طويلة من الزمن، ومع ذلك فضل الابتعاد لأنه وجد انه من الصعب عليه التوفيق بين عمله وإدارة النادي، بينما نجد بعض إداريي الفرق ومجالس الإدارات الذين يستطيعون القيام بعشرات الأدوار في الوقت نفسه، ولا يفكرون في الاستقالة حتى لو خسر الفريق كل مبارياته واستقال كل لاعبيه ومدربيه وحتى فراشيه، لذلك فأنا أحيي هؤلاء الأبطال من وجهة نظري، سواء من قبلت استقالاتهم أم لم تقبل، فليس من السهل أن تكون شجاعاً مع نفسك ومع الآخرين في كل وقت وفي كل حين.

أصدقكم القول إنني منذ فترة طويلة لم افرح على عودة لاعب للمنتخب الوطني مثل فرحتي بعودة الكابتن محمد عمر وعبدالسلام جمعة بعد فترة الغياب التي طالت رغم المستوى الرائع الذي قدمه اللاعبان خلال الموسمين الأخيرين، واثبتا أنهما نجمان كبيران وان قدرتهما على العطاء مازالت مستمرة بل إن عطاءهما مازال يتضاعف، ومجهودهما يكبر بحجم الطموحات والآمال والأحلام التي نعقدها عليهما، فلقد قلق البعض على منتخب الإمارات، ولكنني واثق من أن وجود اللاعبين إضافة كبيرة للمنتخب، والدليل على ذلك المستوى الرائع الذي قدمه النجمان في المباراتين التجريبيتين الأخيرتين للمنتخب أمام العراق والكويت، ولعل وجود هذين اللاعبين يكون فأل خير وسعد على منتخب الإمارات حامل اللقب الخليجي الذي لن يتخلى عنه بسهولة مهما كانت الأسباب، فخليط الخبرة والشباب هو الحل الأمثل لمنتخبنا في هذه الفترة الانتقالية الصعبة.

لا أتخيل دورة الخليج إلا من خلال النقل التلفزيوني لقناتي دبي وأبوظبي الرياضيتين، فلطالما ارتبطت ذكرياتنا الجميلة بمعلقينا ومحللينا والبرامج المتميزة لهما في كل دورة خليج، لذلك أتمنى من كل قلبي أن تتوصل قناتانا إلى حل مع الجزيرة الرياضية صاحبة الحقوق الحصرية، والتي والحق يقال خططت بالفوز بالحقوق وكان لها ما أرادت، لذلك فإنها تمارس حقها الطبيعي في تحقيق الأرباح المادية والمعنوية، ولكننا نطمح في أن تظل هذه البطولة حقاً مشروعاً لكل عشاق الكرة الخليجية كما عهدناها واستمتعنا بها دائماً، خصوصاً وأننا نثق أن الجميع سينجح في تقديم عروض رائعة في هذه البطولة الغالية والعزيزة على أنفسنا.

بطولة دبي الدولية لكرة السلة تثبت من سنة إلى أخرى نجاحاً منقطع النظير وتجتذب عدداً كبيراً من الجماهير قلما يحضر في صالاتنا الرياضية في أي وقت من السنة، فلماذا لا نستفيد من هذه التجربة في جعل دورياتنا لهذه اللعبة جاذبة للجماهير في كل الأوقات وليس خلال ثمانية أيام من السنة فقط لا غير.

أعجبني الجمهور الكبير الذي ملأ استاد زعبيل في مباراة منتخبنا الودية أمام الكويت، ولكن صدمني بصمته وتشجيعه المزاجي الذي لم يتعدَ الدقائق في مباراة كان بإمكانهم فيها ترجيح كفة المنتخب، وتحية لاتحاد الكرة الذي اثبت في كل مرة شجاعة وذكاء منقطع النظير عندما رفض نقل المباراة على الهواء، وساهم في إعادة الجماهير للملاعب.

kefah.alkabi@gmail.com

تويتر