ملح وسكّر

يوسف الأحمد

الجدل واللغط الحاصل في الوسط الرياضي خلال هذه الفترة بسبب التحكيم أصبح مادة أسبوعية دسمة لبعض الأقلام والبرامج التي أعطت المشكلة أكبر من حجمها، بل تسببت في عمل «ربكة»، نتج عنها ضرب كل طرف بالآخر، حيث إن البعض لا همّ له سوى البحث عن هذه النوعيات من الأحداث التي تفرزها اللقاءات الدورية للأندية ومن ثم إظهارها للمشاهد وتضخيمها على أنها معضلة الموسم رغم «تفاهة» بعضها، أي نعم إن الإثارة مطلوبة والتنفاس أمر مستحب، لكن ينبغي أن لا يكون على حساب جهد الآخرين من خلال التدخل في عمل الأفراد واللجان التي بسببها أصبح البعض من هذه (اللجان) غايته إرضاء هذه البرامج خشية الوقوع في خطأ أو زلل غير مقصود. فنحن لا ننكر أن هناك أخطاء وهفوات تحكيمية تحدث، إلا أن مثل هذه الأمور يجب أن تترك لأصحابها وأهلها دون تدخل من الأطراف الخارجية، التي أصبح البعض منهم القاضي والجلاد، فمثل هذه الأمور لن تجلب لنا إلا المشكلات وستكون بؤرة للفتن وزرع الأحقاد بين هذا وذاك وستشكل جبهة ضغط على التحكيم الإماراتي. شخصياً ما أخشاه أن تكون كل هذه الإرهاصات إشارة وضوء أخضر لفتح باب عودة الحكام الأجانب كما حدث مع أشقائنا السعوديين من قبل و«الأيام بيننا»!

مرحلة الإعداد الحالية التي دشنها الأبيض استعداداً لخليجي 19 تمخضت بعد شدٍ وجذب بين الرابطة واتحاد الكرة. فـ«الهيلمان» الذي حدث لم يكن له ما يبرره، حيث إن المصلحة العليا تُحتم على الجميع أن يُوحد الصفوف ويقف خلف راية المنتخب، الذي تنتظره مهمة شاقة في مسقط، في الوقت نفسه تم الكشف عن هوية العناصر التي ستمثلنا في هذا العرس الخليجي المرتقب، فقد كان هناك تحفظ كبير على بعض الأسماء التي عادت مجدداً ضمن التشكيل الأخير، حيث إنها لم تقدم ما يشفع لها في السابق، بل كانت عالة وإحدى نقاط الضعف في المنتخب، فكان إبعادها نتيجة حتمية لمطالبات الشارع والإعلام الرياضي وقناعة المسؤولين عن المنتخب بعدم جدواها وفاعليتها، ولهذا فقد تفاجأ الشارع الرياضي بإقحامها مرة أخرى مع المجموعة الأخيرة رغم وجود الأفضل منها، يا جماعة «نحن إنقص على نفسنا والاّ شو»، لم لا نتعلم من التجارب الماضية، فمباريات الدوري ليست مقياس حُكم على بعض اللاعبين، حيث إن منهم من يعطي للنادي ويضحي لأجله أكثر من المنتخب وهذا معروف للجميع، فقط إرجعوا لشرائط الفيديو القديمة واحكموا بأنفسكم، و «يا بوزيد ليتك ما غزيت»!.

أخيراً إقالة أو «تفنيش» مدرب هل هو حل لمشكلة قائمة ومستعصية؟ فمن وجهة نظري أن القرار الفني للإدارة الوصلاوية بإقالة ستريشكو، شابه بعض التسرع والاستعجال، فمشكلة الفريق ليست بمدرب وإنما مرتبطة باللاعبين أنفسهم، فالإمبراطور حالياً يعيش إحدى السنوات العجاف المُرْة التي يمر بها، حيث إنه بحاجة إلى تدعيم صفوفه وبنائه من جديد، فهو غير مؤهل للمنافسة ولا يمتلك مواصفاتها الآن، في ظل وجود لاعبين استنفدوا ما لديهم وأصبحوا غير قادرين على تقديم أكثر مما قدموه، ولأجل هذا فإن الإدارة الوصلاوية مطالبة بالجلوس على طاولة واحدة والتفكير بهدوء بعيداً عن العاطفة والمشاعر الجياشة، فالماضي ولى وانتهى، ونحن بالحاضر حيث أصبح البقاء للأقوى، الذي يدفع «بيزات» أكثر ويصرف وما يسأل!

تويتر